في عالمٍ تزدحم فيه الوقائع بالنزاعات والتقاطع بين الحقوق والواجبات، تبرز قضايا التعويض كأحد أكثر أنواع القضايا حساسية وتعقيدًا. فالخطأ قد يقع، والضرر قد يحدث، ولكن ما يُعيد الاتزان إلى ميزان العدالة هو ذلك المسار القانوني الذي يُتيح للمتضرر المطالبة بحقّه، وللمُدان الدفاع عن موقفه، وللقاضي أن يُعيد النظر فيما حُكم به سابقًا. هنا يتجلّى دور الاستئناف في قضايا التعويض، لا كمرحلة إجرائية فحسب، بل كفرصة ثانية للعدالة أن تقول كلمتها الأخيرة.
ومن خلال التجربة الثرية التي يقدمها مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية، يتضح أن فهم آليات الاستئناف، وشروطه، والمهل النظامية لتقديمه، هي أمور لا غنى عنها لكل من يسعى إلى استرداد حق أو الدفاع عن موقف. فالمعركة القضائية لا تنتهي عند صدور الحكم الابتدائي، بل قد تبدأ من جديد على درج محكمة الاستئناف، حيث تُعاد قراءة الملف، وتُغربل الأدلة، وتُستجلى حقيقة الموقف من جديد.
استئناف أحكام التعويض العمالي
تُعد المحكمة العمالية في المملكة العربية السعودية إحدى محاكم الدرجة الأولى، ما يجعل أحكامها خاضعة للطعن بالاستئناف، وذلك استنادًا إلى المادة 185 من نظام المرافعات الشرعية ولوائحها التنفيذية، التي تنص صراحةً على قابلية أحكام محاكم الدرجة الأولى للاستئناف، باستثناء الدعاوى اليسيرة التي يحددها المجلس الأعلى للقضاء.
قد يجد العامل نفسه محرومًا من حقٍ ثابت كفله له النظام، سواء نتيجة إصابة أثناء العمل أو فصل تعسفي دون مبرر نظامي. وفي حال صدور حكم ابتدائي برفض دعواه أو تقدير تعويض لا يتناسب مع حجم الضرر، فإن استئناف حكم التعويض العمالي يُعد أداة قانونية فعّالة تُمكّنه من إعادة طرح القضية أمام المحكمة الاستئنافية، التي قد تُصدر حكمًا جديدًا ينصف العامل ويعيد له ما فقده من حقوق.
لكنّ تقديم لائحة استئناف في القضايا العمالية يتطلب الامتثال لمجموعة من الضوابط النظامية، أهمها ما ورد في المادة 187 من نظام المرافعات الشرعية، والتي تُحدد مدة الاعتراض على الحكم بثلاثين يومًا من تاريخ التبليغ، وتنخفض إلى عشرة أيام فقط في القضايا المستعجلة. وإذا انقضت هذه المدة دون تقديم الاستئناف، يصبح الحكم نهائيًا غير قابل للطعن.
ولضمان قبول الاستئناف ونظر القضية من جديد، يجب أن تتضمن لائحة الاستئناف العناصر الآتية:
- اسم المحكمة التي أصدرت الحكم ورقم القضية.
- نص الحكم المراد الطعن فيه.
- سرد وقائع القضية وملابسات الدعوى والحكم الصادر.
- الأسباب القانونية والمنطقية التي يستند إليها الطاعن في طلب الاستئناف.
- الطلبات الجديدة أو المعدلة التي يرغب المستأنف بالحصول عليها.
ولا يمكن إغفال الدور المحوري الذي يؤديه مستشار القضايا العمالية في هذه المرحلة؛ إذ يُمكن لخبرته المتخصصة في الأنظمة العمالية وإجراءات المرافعة أن تُحدث فارقًا حقيقيًا في صياغة الاستئناف، بل وقد تُسهم في قلب مجريات الدعوى بالكامل لصالح العامل المتضرر.
ويمكنكم الحصول على الدعم القانوني المتخصص عبر مكتب المحامي أصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم، لما يتمتع به من خبرة واسعة في إعداد المذكرات الاعتراضية ومتابعة الدعاوى بمهنية عالية.
القضايا العمالية المستثناة من الاستئناف
رغم أن الاستئناف يُعد من الوسائل النظامية التي كفلها القانون السعودي لإتاحة الفرصة للطعن في أحكام محاكم الدرجة الأولى، إلا أن النظام لم يجعل هذا الحق مطلقًا، بل قيّده بمجموعة من الضوابط، مستثنيًا بعض القضايا من الخضوع لمسار الاستئناف.
ومن بين أبرز القضايا العمالية غير القابلة للاستئناف ما يلي:
- الدعاوى المالية التي لا تتجاوز قيمة المطالبة فيها عشرين ألف ريال سعودي، بغض النظر عن طبيعة المطالبة أو سببها.
- القرارات والأحكام الصادرة عن اللجان المختصة في دعاوى العمالة المنزلية ومن في حكمهم، وهي جهات يختص بها النظام مباشرة دون مسار استئنافي.
- الدعاوى المقدمة من العمال اعتراضًا على عقوبات تأديبية مشروعة فُرضت عليهم من قِبل صاحب العمل، شريطة ألا تتضمن تلك العقوبات قرارًا بالفصل؛ ففي هذه الحالة فقط يُتاح الاستئناف.
- المطالبات المتعلقة باحتجاز الأوراق أو المستندات الخاصة بالعامل من قبل صاحب العمل، مثل العقود أو الوثائق الرسمية.
- الدعاوى المتعلقة بالحصول على شهادة خبرة أو شهادة خدمة من جهة العمل.
- التظلمات المقدمة ضد قرارات التأمينات الاجتماعية، سواء من العمال أو أصحاب العمل، المتعلقة بعدم الموافقة أو الاعتراض على قرارات صادرة من الجهات المختصة.
- القضايا المرتبطة بالتسجيل أو الاشتراك لدى مؤسسة التأمينات الاجتماعية، والتي تنظر فيها الجهة المختصة دون مسار استئنافي.
يُظهر هذا التحديد النظامي حرص المشرّع السعودي على تحقيق التوازن بين سرعة البت في القضايا البسيطة أو الإدارية، وضمان العدالة في القضايا الجوهرية ذات الأثر الكبير على العلاقة العمالية.
استئناف حكم التعويض في المملكة العربية السعودية
يُعد التعويض أداة قانونية تهدف إلى جبر الضرر الذي لحق بالمُتضرر نتيجة فعل غير مشروع، ويُقصد به إعادة المتضرر إلى الحالة التي كان عليها قبل وقوع الضرر، أو إلى الحالة التي كان سيؤول إليها لولا الفعل الضار. ويُقدّر التعويض غالبًا بقيمة مالية تُحدَّد حسب نوع الضرر، سواء كان ماديًا أو معنويًا.
وتُطبّق قواعد التعويض في القضايا العمالية، والنزاعات التجارية والعقارية، وقضايا الأحوال الشخصية، بالإضافة إلى حالات الضرر الناتج عن الجرائم الجنائية، كالحوادث أو الاعتداءات الجسدية واللفظية.
وقد كفل النظام السعودي للمتضرر حق المطالبة بالتعويض من خلال دعوى قضائية تُرفع إلى المحكمة المختصة، بحسب نوع القضية. كما أجاز له، في حال صدور حكم لا يُحقق له ما يرجوه من إنصاف، الطعن في الحكم عبر الاستئناف، وذلك بتقديم مذكرة اعتراض قضائية تتضمن أسباب الطعن وطلب التعديل أو الإلغاء.
تتنوع صور استئناف أحكام التعويض لتشمل مثلًا:
- صحيفة استئناف حكم تعويض عن حادث مروري.
- صحيفة استئناف تعويض عن جنحة ضرب أو إساءة لفظية.
- وغيرها من قضايا الضرر التي صدر فيها حكم ابتدائي.
- وينبغي تقديم الاستئناف خلال مدة أقصاها ثلاثون يومًا من تاريخ النطق بالحكم أو التبليغ به، وإلا يسقط الحق في الاعتراض ويُصبح الحكم نهائيًا غير قابل للطعن.
- ويتم رفع الاعتراض بإحدى الطريقتين:
- تقديم طلب إلكتروني عبر منصة “ناجز” القضائية.
- أو تسليم مذكرة الاستئناف يدويًا إلى المحكمة التي أصدرت الحكم.
بعدها، تقوم إدارة المحكمة بتقييد طلب الاستئناف، وتُحيله إلى الدائرة القضائية التي أصدرت الحكم للاطلاع عليه أولًا. فإذا تبين لها وجاهة الأسباب المقدمة، جاز لها تعديل الحكم وإبلاغ الأطراف بالتعديل. أما إن لم ترَ ما يستدعي التعديل، فترفع كامل ملف القضية إلى محكمة الاستئناف المختصة للنظر في الاعتراض والفصل فيه بقرار نهائي.
متى يفقد العامل حقه القانوني في المطالبة بالتعويضات؟
يفقد العامل حقه في المطالبة بحقوقه العمالية والتعويضات المستحقة في عدد من الحالات المحددة التي نصت عليها القوانين المنظمة لعلاقات العمل. وأبرز هذه الحالات ما يلي:
- انقضاء المهلة القانونية: يشترط القانون تقديم طلب الاستئناف خلال فترة زمنية محددة. وفي حال تجاوز العامل هذه المهلة، يسقط حقه في الطعن على الحكم الصادر بشأن التعويض.
- التنازل الصريح عن الحقوق: إذا قام العامل بالتوقيع على مستند قانوني يفيد تنازله عن حقوقه، سواء جزئيًا أو كليًا، فإن هذا التنازل يُسقِط حقه في المطالبة بتعويضات لاحقة.
- غياب الأدلة الداعمة: عدم قدرة العامل على تقديم مستندات أو أدلة تُثبت صحة مطالبته يؤدي إلى رفض الدعوى أو الاستئناف شكلاً أو موضوعًا.
- الإخلال بالإجراءات القانونية: يجب الالتزام بكافة الشروط والإجراءات المنصوص عليها لتقديم الاستئناف، مثل إعداد مذكرة الاستئناف وفق الأصول وتقديمها للجهات المختصة خلال الأجل المحدد. وأي خلل في ذلك قد يؤدي إلى رفض الاستئناف وسقوط الحق.
لذا، من الضروري أن يكون لدى العامل أو الجهة التي تمثله وعي قانوني كامل بهذه الجوانب، وأن يستعين بمحامٍ متخصص لضمان إعداد مذكرة الاستئناف بشكل مهني شامل، يتضمن كافة المتطلبات القانونية، ويُقدَّم في الوقت المحدد لتفادي ضياع الحقوق.
ما الموعد النظامي لبدء مهلة الاستئناف في قضايا العمل بالسعودية؟
تبدأ مهلة الاستئناف في قضايا العمل وفق النظام القضائي السعودي من تاريخ صدور الحكم الابتدائي، وذلك بحسب المادة (201) من نظام المرافعات الشرعية. ويُمنح كل من المدعي والمدعى عليه الحق في استئناف الحكم خلال مدة أقصاها ثلاثون يومًا من تاريخ تبليغه رسميًا بصك الحكم.
لذا، فإن إدراك الموعد النظامي لانطلاق مدة الاستئناف أمر بالغ الأهمية لكل من الأفراد والشركات، لتفادي سقوط الحق في الطعن وفقدان فرصة الدفاع عن الحقوق العمالية.
وعند الرغبة في استئناف حكم تعويضي صادر في دعوى عمالية، يتعيّن على الطرف المستأنف إعداد مذكرة استئناف متقنة تُبيّن الأسباب القانونية والموضوعية التي يستند إليها في الطعن. ويُشترط أن تتسم المذكرة بالوضوح والدقة والتركيز على النقاط التي أغفلتها المحكمة الابتدائية، مع إرفاق المستندات والشهادات التي تعزز موقف المستأنف.
ينبغي أن تشمل مذكرة الاستئناف العناصر التالية على وجه الدقة:
- رقم القضية.
- تاريخ صدور الحكم الابتدائي.
- بيانات أطراف النزاع.
- تفصيل موضوعي ومنطقي لأسباب الاعتراض.
ويُستحسن الاستعانة بمحامٍ متخصص في القضايا العمالية لضمان صياغة مذكرة الاستئناف بصورة قانونية محكمة، تجنبًا لأي ثغرات شكلية أو موضوعية قد تُضعف فرص قبول الطعن.
وأخيرًا، يُعد الالتزام بالمهلة المحددة لتقديم الاستئناف شرطًا جوهريًا، حيث يؤدي تجاوزها إلى سقوط الحق في المرافعة. ولهذا، ننصح بالتواصل مع مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة للحصول على استشارة احترافية وإرشادات دقيقة في كافة خطوات استئناف الحكم العمالي.
نموذج مذكرة استئناف حكم تعويض
سواء تعلق الأمر بـ استئناف حكم تعويض لطلب زيادته، أو الطعن في حكم تعويض عمالي أو تجاري، فإن تقديم مذكرة استئناف مكتملة الأركان والصياغة القانونية يُعد شرطًا أساسيًا لقبول الاعتراض أمام محكمة الاستئناف. ويجب أن تتضمن المذكرة كافة البيانات النظامية والوقائع القانونية على النحو التالي:
إلى: محكمة الاستئناف في مدينة (….)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الموضوع: مذكرة استئناف على حكم تعويض
أولاً: بيانات الأطراف
- المستأنف: (الاسم الكامل)
- محل الإقامة: (…)
- الجنسية: (…)
- رقم الهوية / الإقامة: (…)
- رقم الهاتف: (…)
- المستأنف ضده: (الاسم الكامل)
- محل الإقامة: (…)
- الجنسية: (…)
- رقم الهوية / الإقامة: (…)
- رقم الهاتف: (…)
ثانيًا: بيان الحكم محل الاستئناف
أتقدم إلى عدالتكم بهذه المذكرة للطعن في حكم التعويض الصادر عن محكمة (…)، في القضية رقم (…)، بتاريخ ../../….، والمتعلق بـ (…)، والذي قضى بـ (كتابة نص منطوق الحكم المستأنف بدقة).
ثالثًا: أسباب الاستئناف
أتقدم باعتراضي على الحكم المذكور استنادًا إلى الأسباب التالية:
- (ذكر أول سبب بوضوح، مع ربطه بالنظام أو اللوائح أو السوابق القضائية).
- (ذكر السبب الثاني… إلخ).
وتستند هذه الأسباب إلى وقائع الدعوى، والقرائن، والنصوص النظامية التي تعزز موقفي القانوني، وتبيّن أن الحكم المستأنف لم يُنصفني بالقدر الكافي، سواء من حيث التكييف القانوني أو تقدير مقدار التعويض.
رابعًا: الطلبات
بناءً على ما تقدّم من أسباب ووقائع، ألتمس من عدالتكم:
- قبول هذا الاستئناف شكلًا.
- وفي الموضوع: إعادة النظر في الحكم محل الاستئناف، والحكم بما يلي: (ذكر المطالب الجديدة أو المعدلة – مثل زيادة مبلغ التعويض، أو رفض الدعوى، أو إعادة التقدير…).
- إلزام المستأنف ضده بالمصاريف والأتعاب.
خامسًا: بيانات مقدم الطلب
- الاسم: (…)
- التوقيع: (…)
- التاريخ: ../../….
نموذج مذكرة استئناف على حكم تعويض مدني
أنه في يوم …………. الموافق ../../….،
وبناءً على طلب السيد/ ………………………………………………….
المقيم في/ ………………………………………………….
ومحلّه المختار مكتب الأساتذة/ …………………………………………………
أنا …………………………..، محضر محكمة …………………… الجزئية، قد انتقلت وأعلنت:
السيد/ ………………………………………………….
المقيم في/ ………………………………………………….
مخاطبًا مع/ ………………………………………………….
وأعلنته بالآتي:
الموضوع:
استئناف الحكم الصادر في الدعوى رقم (…………) مدني كلي ……….، والصادر بجلسة ../../….، والقاضي بـ(نص منطوق الحكم). وحيث إن هذا الحكم لم يلقَ قبولًا لدى المستأنف، فإنه يطعن عليه استئنافًا للأسباب التالية:
أولًا: قبول الاستئناف شكلًا
لأنه تم رفعه في الميعاد المقرر نظامًا، وذلك وفقًا لأحكام المادة 213 من قانون المرافعات، حيث إن إجراءات الدعوى الابتدائية نُظرت غيابيًا في مواجهة المستأنف، دون أن يحضر أي جلسة سواء أمام المحكمة أو الخبير، ولم يُقدّم مذكرة بدفاعه.
ثانيًا: الخطأ في الاستدلال والقصور في التسبيب
إذ استند الحكم المطعون فيه إلى تقدير خاطئ لأركان المسؤولية التقصيرية المنصوص عليها في المادة 163 من النظام المدني، والتي تشترط لقيام المسؤولية توافر الخطأ والضرر والعلاقة السببية. وقد أغفل الحكم في تسبيبه بيان مدى تحقق هذه العناصر بشكل قانوني سليم، مما يشكل قصورًا في التسبيب وخللًا في الاستدلال.
ثالثًا: التناقض في وقائع الدعوى واستغلال حق التقاضي
من الثابت أن المستأنف ضده قد سبق وأن أقام الدعوى رقم (…) عمال كلي (…) ضد المستأنف بذات الواقعة، وحُكم له بالتعويض وتم تنفيذ الحكم. ورغم ذلك، عاد مرة أخرى لإقامة دعوى جديدة تطالب بتعويض عن ذات السبب دون الإشارة للحكم السابق، مما يدل على سوء نية في استعمال حق التقاضي، ويُظهر بوضوح محاولة الاستنزاف المالي للمستأنف.
رابعًا: سبق الفصل في الدعوى
إن موضوع الدعوى الحالية قد تم الفصل فيه مسبقًا بموجب الحكم الصادر في الدعوى رقم (…) عمال كلي (…)، والمؤيد أيضًا بالحكم الاستئنافي رقم (…)، مما يُرتب عدم جواز نظر الدعوى لسبق الفصل فيها، وهو دفع شكلي وجوهري يتعين إعماله.
بناءً عليه
أنا المحضر سالف الذكر، قد انتقلت إلى محل إقامة المُعلن إليه، وسلمته صورة من هذا الإعلان، وكلفته بالحضور أمام محكمة الاستئناف العالي في (تُذكر المدينة)، الكائنة في/ …………………………………………، وذلك في تمام الساعة التاسعة صباحًا وما بعدها من يوم ………… الموافق ../../….،
ليَسمع الحكم بـ:
قبول الاستئناف شكلًا،
وفي الموضوع: بإلغاء الحكم الابتدائي رقم (…) مدني كلي (…)،
والحكم مجددًا برفض الدعوى الأصلية،
مع إلزام المستأنف ضده بالمصاريف ومقابل أتعاب المحاماة عن درجتي التقاضي.
ولأجل العلم،
مقدمه: ………………………………………
التوقيع: ………………………………………
التاريخ: …../…../……
الشروط القانونية اللازمة لرفع دعوى تعويض
بعد الاطلاع على صيغة الاستئناف في قضايا التعويض، من المهم الوقوف على الشروط الأساسية التي يجب توافرها لقبول دعوى التعويض ومباشرتها أمام القضاء. إذ لا يكفي وقوع ضرر، بل لا بد من تحقق ضوابط قانونية محددة، تتمثل فيما يلي:
وجود خطأ من الطرف الآخر يشترط أن يكون الضرر الذي لحق بالمُتضرر قد نجم عن فعل خاطئ أو امتناع غير مشروع صدر عن الطرف الآخر، ويُعد هذا الفعل أساس المسؤولية.
تحقق ضرر حقيقي ومؤثر ينبغي أن يكون الضرر فعليًا وجسيماً، ماديًا أو معنويًا، بحيث يؤثر على مركز المتضرر أو مصالحه، ويستحق التعويض بقدر ما أصابه من خسارة.
قيام علاقة سببية مباشرة بين الخطأ والضرر يجب أن يكون هناك ارتباط سببي مباشر بين الخطأ المرتكب والضرر الواقع؛ أي أن يكون الفعل الضار هو السبب المباشر أو الأساسي في وقوع الضرر.
تلك العناصر الثلاثة – الخطأ، الضرر، والعلاقة السببية – تُعد الركائز الجوهرية التي يبنى عليها أي طلب قانوني للتعويض، ويُنظر إليها بدقة من قبل المحكمة لتحديد مدى استحقاق المُطالب للتعويض من عدمه.
العناصر الجوهرية في لائحة الاعتراض على حكم تعويض
يُصدر القاضي حكمه في دعوى التعويض استنادًا إلى طلب يقدّمه المتضرر أمام المحكمة المختصة، نتيجة ما لحق به من ضرر مادي أو معنوي. وفي حال صدور الحكم، يكون لأي من طرفي النزاع – سواء المدعي أو المدعى عليه – الحق النظامي في الاعتراض، إذا رأى أن الحكم لم يُنصفه أو لم يحقق مطالبه على النحو المرجو.
وجدير بالتنويه أن حق الاعتراض لا يقتصر على المدعى عليه؛ فالمدعي نفسه يملك الاعتراض في حال قُدّر له تعويض أقل مما طالب به أو لم يُقضَ له بشيء إطلاقًا. ولهذا، فإن إعداد لائحة اعتراض على حكم تعويض يتطلب تضمين مجموعة من العناصر الأساسية التي تضمن قبولها شكلاً وفعليتها مضمونًا.
وتتمثل أهم مكونات لائحة الاعتراض فيما يلي:
- اسم المحكمة التي أصدرت الحكم محل الاعتراض.
- رقم القضية وتاريخ صدور الحكم.
- موجز الحكم الصادر أو ملخص منطوقه.
- بيانات أطراف الدعوى بشكل دقيق (أسماء، عناوين، صفات قانونية).
- أسباب الاعتراض التفصيلية، مع الإشارة إلى ما يدعمها من مستندات أو دفوع نظامية.
- الطلبات التي يسعى المعترض لتحقيقها من خلال الاعتراض (مثل إلغاء الحكم، تعديله، إعادة تقدير التعويض…).
- تاريخ تقديم الاعتراض وتوقيع المعترض في نهاية اللائحة.
تُعد هذه العناصر هيكلًا أساسيًا لأي لائحة اعتراض صحيحة نظامًا، ويُوصى بالرجوع إلى مستشار قانوني مختص عند إعدادها لضمان قوة الحجة وسلامة الإجراءات.
أبرز أسباب الاعتراض على الأحكام القضائية في النظام السعودي
يُعد تقديم أسباب الاعتراض أحد الأعمدة الأساسية لقبول لائحة الطعن في الحكم القضائي، وفقًا لما نظّمته الأنظمة القضائية في المملكة العربية السعودية. فلا يُقبل الاعتراض شكلاً أو موضوعًا ما لم يكن مبنيًا على موجبات قانونية واضحة تُظهر الخلل أو التجاوز في الحكم المطعون فيه.
وفيما يلي أهم الأسباب النظامية للاعتراض على الأحكام في السعودية:
- مخالفة أحكام الشريعة الإسلامية أو الأنظمة المرعية في المملكة ويُعد هذا السبب من أكثر الأسباب جوهرية، حيث لا يُعتد بأي حكم يخالف نصًا شرعيًا أو نظامًا واجب التطبيق.
- صدور الحكم عن محكمة غير مختصة نوعيًا أو مكانيًا من الشروط الأساسية لصحة الحكم أن يصدر عن جهة قضائية مختصة، وأي خلل في الاختصاص يُعد سببًا كافيًا لنقض الحكم.
- الخطأ في التكييف القانوني للوقائع كأن تكيّف المحكمة العلاقة بأنها عقد عمل وهي في حقيقتها شراكة، أو أن تصف الفعل بأنه جريمة بينما يفتقر إلى الأركان النظامية للجريمة.
- الاستناد إلى أدلة غير صحيحة أو مزورة أو شهادات زور في حال ثبوت أن الحكم بُني على مستندات مزيفة أو شهود غير موثوقين، فإن ذلك يُسقط عنه الحجية ويبرر الاعتراض عليه.
- ظهور أدلة جديدة بعد صدور الحكم شريطة أن تكون هذه الأدلة جوهرية، ولم يكن بالإمكان تقديمها أثناء نظر الدعوى الابتدائية رغم العناية اللازمة، وأن يكون لها أثر مباشر في تغيير نتيجة الحكم.
تُعد هذه الأسباب من المرتكزات النظامية التي تمنح المتقاضي فرصة لإعادة عرض قضيته أمام محكمة الاستئناف أو محكمة أعلى، بما يحقق العدالة ويكفل حسن تطبيق القانون.
أهم الأسئلة الشائعة
كيف يُمكن أن يُغيّر الاستئناف من نتيجة حكم التعويض؟
يمكن أن يُفضي الاستئناف إلى تعديل أو إلغاء حكم التعويض الصادر عن محكمة الدرجة الأولى، إذا تبيّن لمحكمة الاستئناف أن الحكم المطعون فيه قد خالف نصوص القانون، أو استند إلى إجراءات معيبة، أو استند إلى وقائع أو أدلة غير صحيحة. وفي مثل هذه الحالات، قد تُعيد المحكمة النظر في الدعوى من جديد، بما يضمن تحقيق العدالة للمتضرر أو الطرف المعني.
كيف يُحدد مقدار التعويض المستحق عن الضرر؟
يُقدّر التعويض المستحق عن الضرر بما يكفل جبر الضرر كاملًا، ويعيد المتضرر إلى الحالة التي كان عليها قبل وقوع الضرر، أو إلى الحالة التي كان سيؤول إليها لولا تحقق الفعل الضار، وذلك وفقًا لما تقرره المحكمة استنادًا إلى وقائع القضية ومبدأ العدالة.
ختامًا، يظل الاستئناف في قضايا التعويض أحد الأعمدة الجوهرية التي يرتكز عليها النظام القضائي لتحقيق العدالة المنشودة. فهو ليس مجرد إجراء شكلي، بل أداة قانونية فعّالة تتيح تصحيح الأحكام، وإنصاف المتضررين، وإعادة تقييم الأدلة والوقائع بمنظور قانوني جديد.
ولأن التفاصيل الدقيقة والإجراءات النظامية قد تكون الفيصل بين قبول الاستئناف ورفضه، فإن اللجوء إلى جهة قانونية ذات خبرة يُعد خطوة حاسمة. ومن بين المكاتب التي أثبتت جدارتها في هذا السياق، يبرز اسم مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية، بما يملكه من رصيد مهني عميق في إعداد لوائح الاستئناف، وبراعة في تمثيل العملاء أمام دوائر الاستئناف المختلفة.
لا تعليق