الاسترحام في قضايا المخدرات يُعد وسيلة قانونية وإنسانية هامة لطلب الرأفة وتخفيف الأحكام، فهو لا يقوم فقط على الجانب النظامي بل يمتد ليعكس الندم والرغبة في التوبة والإصلاح. وصياغته المؤثرة قد تكون الفاصل بين حكم قاسٍ وفرصة جديدة للحياة.
وهنا يبرز دور مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم بخبرته في إعداد طلبات الاسترحام بأسلوب قانوني وإنساني متوازن، يضمن للموكل أفضل فرصة للحصول على الرأفة وإعادة بناء مستقبله
الشروط الجوهرية للاسترحام في قضايا المخدرات
الاسترحام في قضايا المخدرات يُعتبر طوق نجاة قانوني وإنساني يمنح المحكوم عليه فرصة جديدة للحياة، وهو ليس مجرد طلب يُقدّم بل رسالة تُظهر الندم والتوبة الحقيقية والرغبة في الإصلاح.
ولكي يُقبل طلب الاسترحام، هناك شروط أساسية يجب توافرها:
- عدم تكرار الجريمة: يجب أن يثبت مقدم الطلب أن هذه المخالفة لم تتكرر سابقًا، وأنها كانت حادثًا منفردًا في حياته.
- إثبات حسن السيرة والسلوك: من خلال تقارير إدارة السجن أو شهادات السلوك، على أن يُظهر السجين التزامه وبرامجه الإصلاحية والتعليمية والتدريبية داخل السجن.
- إظهار الندم والتوبة الصادقة: ويُعد الندم من أقوى أسباب قبول الاسترحام، حيث تستشهد به قرارات العفو الصادرة في المملكة.
- استيفاء المدة النظامية: يجب أن يكون السجين قد قضى ثلاثة أرباع العقوبة المحكوم بها، على أن لا تقل المدة المقضية عن تسعة أشهر.
- التزامات مالية وأمنية: يشترط سداد جميع الالتزامات المالية المترتبة على الجريمة، وألا يشكل الإفراج عنه خطرًا على الأمن العام.
- الظروف الإنسانية أو الصحية: إذا كان السجين مصابًا بمرض خطير يهدد حياته أو يعجزه كليًا، فيجوز طلب الإفراج الصحي بموجب المادة (22) من نظام السجن والتوقيف.
- اتباع الإجراءات الرسمية: تقديم طلب مكتمل البيانات والمرفقات إلى الجهة المختصة، عبر القنوات النظامية المعتمدة.
إن استيفاء هذه الشروط يمنح طلب الاسترحام قوة حقيقية، خاصة إذا تم صياغته باحترافية قانونية عالية تُظهر للمحكمة أو الجهة المختصة أبعاد الحالة الإنسانية والاجتماعية والقانونية معًا.
ومن هنا تبرز أهمية الاستعانة بخبرة مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم، الذي يمتلك القدرة على صياغة طلبات استرحام قوية وفعالة تعكس الجانب الإنساني وتدعم الموقف القانوني بأفضل صورة ممكنة.
الاسترحام من عقوبة الإبعاد في قضايا المخدرات بالسعودية
مع أن هذه العقوبة صارمة، إلا أن النظام أتاح في حالات استثنائية تقديم طلب استرحام للجهات المختصة، بهدف تخفيف الإبعاد أو إلغائه، وذلك بما لا يتعارض مع الأنظمة الخاصة بالحج والعمرة ذات الأحكام المستقلة. وقد وضع القرار الوزاري رقم (1809) وتاريخ 14/4/1434هـ شروطًا دقيقة لقبول الاسترحام من عقوبة الإبعاد، أهمها:
استبعاد الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف: مثل الحدود التي عقوبتها القتل أو القطع، والقتل العمد أو شبه العمد، وجرائم الإرهاب وأمن الدولة.
استبعاد القضايا المرتبطة بالمخدرات إذا تجاوزت العقوبة سنتين، وكذلك الجرائم الخاصة بالأسلحة والذخائر، أو غسل الأموال، أو التزوير، أو الرشوة، أو انتحال صفة رجال السلطة العامة.
استبعاد جرائم السحر والشعوذة وفقًا للتعميم رقم (2/14121ش) وتاريخ 02/03/1429هـ.
الالتزام بالحدود النظامية: إذ يشترط أن تكون العقوبة المحكوم بها أقل من سنتين في قضايا المخدرات حتى يُنظر في طلب الاسترحام.
وبذلك يتضح أن الاسترحام من الإبعاد ليس حقًا مطلقًا، بل مسار استثنائي مشروط بضوابط صارمة، يتطلب إعداد طلب قوي مدعوم بالأسانيد النظامية والإنسانية معًا، حتى يحقق فرص قبوله أمام الجهات المختصة.
آلية الاسترحام لإلغاء عقوبة الإبعاد عن المملكة
يمثل الاسترحام لإلغاء عقوبة الإبعاد عن المملكة خطوة حاسمة لغير السعوديين الصادر بحقهم حكم بالإبعاد في قضايا جنائية ومنها قضايا المخدرات. وتتمثل المراحل الأساسية للاسترحام في الآتي:
قبل صدور الحكم:
إذا تبيّن من مجريات القضية أن المحكمة بصدد الحكم بالإبعاد، يمكن تضمين طلب الاسترحام في المذكرة الجوابية لإقناع المحكمة بالعدول عن توقيع هذه العقوبة.
بعد صدور الحكم القابل للطعن:
عند الاعتراض على الحكم، يحق للمحكوم تضمين طلب الاسترحام ضمن لائحة الاستئناف مع تسليط الضوء على الملابسات المخففة أو الظروف الإنسانية التي تبرر إلغاء الإبعاد.
بعد أن يصبح الحكم نهائيًا:
يبقى الباب مفتوحًا عبر التقدم بالطلب من خلال منصة أبشر، أو الإمارة المختصة، أو وزير الداخلية، أو حتى الديوان الملكي.
وفي كل مرحلة، لا بد أن يُدعم الاسترحام بأسباب مؤثرة، مثل وجود زوجة أو أبناء سعوديين، أو ارتباط المحكوم عليه بظروف إنسانية وصحية استثنائية، مع إرفاق المستندات التي تثبت هذه المبررات. فكلما كان الطلب أكثر مهنية وموثقًا بالأدلة، زادت فرص الاستجابة له وإلغاء عقوبة الإبعاد.
العناصر الجوهرية لصياغة أقوى طلب استرحام 
إن إعداد أفضل صيغة طلب استرحام لإعفاء من الإبعاد في قضايا المخدرات يتطلب عناية فائقة في عرض البيانات والأسباب والمستندات، بحيث يكون الطلب متكاملًا ويُظهر بوضوح الجوانب النظامية والإنسانية التي تدعم موقف المتقدم. ومن أبرز العناصر التي يجب تضمينها:
بيانات القضية والحكم
- ذكر تفاصيل القضية ورقمها وتاريخ الحكم.
- توضيح العقوبات الصادرة، مع إبراز أن جوهر الطلب يتركز على عقوبة الإبعاد.
الأسباب والظروف الإنسانية
- شرح الدوافع وراء تقديم الطلب، مع التركيز على الظروف العائلية والاجتماعية.
- إبراز حجم الضرر الذي سيلحق بالزوجة أو الأبناء أو الأسرة في حال تنفيذ الإبعاد.
الالتزام والتعهد
- تقديم تعهد خطي بعدم العودة إلى أي مخالفة مستقبلية.
- التأكيد على الالتزام بالقوانين والأنظمة المحلية وإثبات الرغبة في الإصلاح
المعلومات الشخصية
- الاسم الكامل، رقم الهوية الوطنية أو الإقامة، الجنسية، ورقم الجواز إن وُجد.
- عنوان الإقامة الحالي، وذكر جهة العمل إذا كان المتقدم موظفًا مستقرًا.
المستندات والتوصيات الداعمة
- إرفاق شهادات حسن السيرة والسلوك داخل السجن أو خارجه
- إضافة خطابات توصية من جهات العمل أو شخصيات معتبرة لدعم الطلب.
طلب العفو والرحمة
- صياغة التماس واضح وصريح يعبّر عن الرغبة في الحصول على فرصة ثانية، مع التوجه للإمارة بطلب الرأفة وإلغاء عقوبة الإبعاد.
بهذه الصياغة المتكاملة، يكون طلب الاسترحام أكثر قوة وتأثيرًا، جامعًا بين المبررات النظامية والبُعد الإنساني، مما يعزز من فرص قبوله لدى الجهة المختصة.
الأخطاء الجوهرية التي يجب تجنبها عند إعداد طلب الاسترحام للإعفاء من الإبعاد
إن صياغة طلب الاسترحام للإعفاء من الإبعاد في قضايا المخدرات تحتاج إلى عناية ودقة عالية، حيث إن بعض الأخطاء الشائعة قد تضعف من قوة الطلب وتقلل من فرص قبوله أمام الجهات المختصة. ومن أبرز هذه الأخطاء:
إغفال المستندات والوثائق الداعمة
- تقديم الطلب دون إرفاق شهادات حسن السلوك، أو توصيات من جهات العمل، أو مستندات إنسانية معتبرة، يجعله طلبًا ضعيفًا يفتقر إلى المصداقية القانونية.
الاعتماد المفرط على العاطفة
- التركيز فقط على الجوانب العاطفية دون تقديم حجج نظامية وأدلة ملموسة يقلل من جدية الطلب.
- الأفضل عرض الظروف الإنسانية بشكل منطقي مدعوم بالوثائق الرسمية.
تجاهل الالتزام بعدم تكرار المخالفات
- في حال سبق للمتقدم ارتكاب مخالفات مماثلة دون إظهار التغيير أو التعلم من التجربة السابقة، فإن ذلك يضعف موقفه.
لذلك يجب التأكيد بوضوح على الندم والتعهد بعدم العودة إلى أي مخالفة مستقبلًا.
الأسئلة الشائعة
كيف يمكن تقديم طلب استرحام لسجين؟
يمكن تقديم طلب الاسترحام بطريقتين:
- الطريقة التقليدية: عبر تقديم طلب ورقي رسمي متكامل البيانات والمرفقات إلى الجهة المختصة.
- الطريقة الإلكترونية: من خلال منصة أبشر عبر خدمة “خدمات السجناء”، حيث يتم إدخال البيانات المطلوبة، وتوضيح أسباب الطلب بشكل دقيق، وإرفاق المستندات المؤيدة.
ما هي مدة الرد على طلب الاسترحام؟
تختلف مدة البت في طلبات الاسترحام وفقًا لعوامل متعددة، أهمها:
- طبيعة القضية: إذ تختلف المدة بين قضايا الاتجار بالمخدرات وقضايا الحيازة
- الجهة المختصة: سواء كانت المحكمة، الإمارة، وزارة الداخلية، أو الديوان الملكي.
ومع ذلك، فإن المدة النظامية المتعارف عليها للرد لا تتجاوز غالبًا أربعة أشهر من تاريخ تقديم الطلب.
وفي الختام، يبقى الاسترحام في قضايا المخدرات نافذة أمل تمنح المتهم فرصة لإثبات حسن نيته وبدء صفحة جديدة بعيدًا عن التعثرات الماضية. فالقانون وإن كان صارمًا، إلا أنه يتيح مساحة للرأفة والاعتبار الإنساني، شريطة أن يُعرض الطلب بأسلوب مهني مؤثر يبرز الندم الصادق والرغبة الحقيقية في الإصلاح..
لا تعليق