درجات الأقارب لاستحقاق إجازة الوفاة تُعد من أبرز القضايا النظامية التي تمس حياة الموظف بشكل مباشر، إذ تحدد اللوائح والأنظمة مَن هم الأقارب الذين يحق للموظف الحصول على إجازة مدفوعة الأجر عند وفاتهم. هذه الدرجات ليست مجرد نصوص قانونية جامدة، بل هي انعكاس لأهمية الروابط الأسرية واعتراف بدور الأسرة في حياة الفرد العملية والاجتماعية، ومن ثم جاءت التشريعات لتضمن للموظف حقه في التفرغ مؤقتًا لمشاركة أسرته مصابها، دون أن يتأثر مركزه الوظيفي أو حقوقه المالية.
وفي هذا السياق، يبرز الدور المحوري للمؤسسات القانونية في توضيح هذه الحقوق وتبسيطها للعاملين وأصحاب العمل على حد سواء، حيث يحرص مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية على تقديم الاستشارات الدقيقة التي تكفل الالتزام بالنظام وحماية حقوق الأطراف.
ما هي دراجات الأقارب المستحقين لإجازة الوفاة ؟
جاءت اللائحة التنفيذية للموارد البشرية في نظام الخدمة المدنية لتضع إطارًا واضحًا يحدد درجات الأقارب لاستحقاق إجازة الوفاة، بحيث لا يترك الأمر لاجتهادات شخصية أو اختلافات في التفسير.
وقد صنّفت هذه الدرجات على نحو هرمي يضمن شمول الأصول والفروع وسائر القرابات حتى الدرجة الرابعة، وذلك كما يلي:
الدرجة الأولى: وتشمل الأصول المباشرة للموظف مثل الوالدين، وكذلك الأجداد والجدات، تقديرًا لمكانتهم وما يمثلونه من سند أساسي للأسرة.
الدرجة الثانية: وتشمل الفروع، أي الأبناء وأبناء الأبناء مهما نزلوا، وهو ما يعني أن جميع الأحفاد يدخلون ضمن هذه المرتبة.
الدرجة الثالثة: وتضم الأشقاء من الإخوة والأخوات سواء كانوا أشقاء كاملين أو لأب أو لأم، بالإضافة إلى أولادهم المباشرين.
الدرجة الرابعة: وتشمل العمومة والخؤولة من أعمام وعمات وأخوال وخالات، وكذلك أبناؤهم وأحفادهم.
أما من الناحية العملية، فقد نصّت المادة 113 على أن الموظف في القطاعين العام والخاص يستحق إجازة مدفوعة الأجر عند وفاة قريب من الدرجة الأولى أو الثانية، وتُمنح هذه الإجازة لمدة خمسة أيام متصلة بأجر كامل، بما يعكس حرص النظام على تمكين الموظف من أداء واجباته الإنسانية والأسرية دون أن يتأثر مركزه الوظيفي.
التنظيم النظامي لدرجات الأقارب لاستحقاق إجازة الوفاة للعسكريين
قد نص القرار على مساواة العسكريين بموظفي الخدمة المدنية في عدة صور من الإجازات، فجاء على النحو التالي:
- الموظف العسكري: يستفيد من إجازة الأبوة على ذات القواعد المنظمة لموظفي الخدمة المدنية.
- الموظفة العسكرية: تتمتع بإجازات الوضع، والأمومة، وعدة الوفاة بذات الامتيازات المقررة لنظيراتها في القطاعات المدنية.
- كلا الطرفين: يتمتعان بحق الحصول على إجازة المرافقة لغرض العلاج، وكذلك إجازة الوفاة، بنفس الأحكام المقررة للموظف الحكومي.
أما فيما يتعلق بإجازة العزاء، فقد جاء التنظيم صارمًا وواضحًا:
- يستحق العسكري إجازة وفاة لمدة خمسة أيام متصلة مدفوعة الأجر عند فقدان قريب حتى الدرجة الثالثة.
- بينما لا تُمنح هذه الإجازة عند وفاة قريب من الدرجة الرابعة، التزامًا بمبدأ التوازن بين مقتضيات الخدمة العسكرية ومتطلبات الواجب الأسري.
وبذلك، فإن القرار السادس جسّد رؤية متقدمة تربط بين صرامة الانضباط العسكري وسموّ الجانب الإنساني، فأقرّ للعسكري حقه في الحداد المشروع دون إخلال بمقتضيات الخدمة. إنه تنظيم يؤكد أن النظام العسكري لا ينفصل عن القيم الإنسانية، بل يوازيها بحكمة ليضمن أن يبقى العسكري في خدمة وطنه وعائلته على السواء.
الإجراءات القانونية عند رفض صاحب العمل منح إجازة الوفاة
في حال رفض صاحب العمل منح هذه الإجازة رغم استيفاء الموظف لجميع المتطلبات النظامية، فإن الحل لا يكون بالرضوخ لهذا الرفض، بل باللجوء إلى الجهات العمالية المختصة للمطالبة بالحق. وهنا يبرز دور مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية في تقديم الدعم القانوني المتخصص، سواء عبر الاستشارات أو التمثيل أمام الجهات القضائية، لضمان استرداد الحقوق النظامية كاملة دون انتقاص.
إجازة الوفاة في القطاع الخاص
حدد نظام العمل السعودي بوضوح من خلال المادة (113) القواعد المنظمة لإجازة الوفاة في القطاع الخاص، بحيث تكفل للعامل حقه الإنساني في التفرغ لمصاب الفقد، مع وضع ضوابط دقيقة تمنع التوسع غير المبرر. وقد جاءت أحكام هذه المادة على النحو التالي:
- يستحق العامل إجازة مدفوعة الأجر لمدة خمسة أيام متصلة عند وفاة أحد أصوله (كالوالدين والأجداد) أو عند وفاة زوجه.
- كما خولت المادة العامل الحق في ثلاثة أيام إجازة مدفوعة الأجر عند ولادة مولود له، وخمسة أيام عند زواجه.
- وأعطت لصاحب العمل الحق في طلب الوثائق الرسمية التي تثبت وقوع الحالة (الوفاة أو الزواج أو الولادة).
- أما في ما يتعلق بقرابة الحواشي من الإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات – أي من الدرجة الثالثة والرابعة – فإن النظام لم يقر لهم إجازة وفاة مدفوعة الأجر، تاركًا الأمر لتقدير صاحب العمل أو لاستخدام الإجازات الأخرى المتاحة.
وبذلك، يتضح أن إجازة وفاة موظف القطاع الخاص محصورة بالدرجة الأولى والثانية فقط، وهو ما يعكس دقة التشريع في الموازنة بين حقوق العامل واعتبارات استمرارية العمل.
إجازات الوفاة في القطاع الحكومي
جاءت المادة (150) من اللائحة التنفيذية للموارد البشرية لتضع إطارًا واضحًا وملزمًا في شأن إجازات العزاء للموظف الحكومي، وذلك ضمن أحكام نظام الخدمة المدنية التي تنظّم العلاقة الوظيفية وتوازن بين متطلبات العمل وضرورات الحياة الإنسانية.
وقد نصت بوضوح على منح الموظف الحكومي إجازة عزاء مدفوعة الأجر بالكامل لمدة خمسة أيام متصلة، تُمنح عند وفاة أحد الأقارب حتى قرابة الدرجة الثالثة، وتشمل:
- الأصول: كالوالدين والأجداد والجدات.
- الفروع: مثل الأبناء وأبناء الأبناء مهما نزلوا.
- الزوج أو الزوجة: تقديرًا لمكانة الرابط الأسري المباشر
وفي المقابل، شددت المادة على أن القرابة من الدرجة الرابعة لا يترتب عليها استحقاق إجازة عزاء، وهو ما يعكس دقة التشريع في تحديد نطاق الحقوق، وضبطها بما يحقق العدالة دون إفراط أو تفريط.
خطوات تقديم إجازة الوفاة في نظام العمل السعودي وإثباتها نظاميًا
برغم اختلاف التفاصيل من منشأة لأخرى بحسب أنظمة الموارد البشرية، إلا أن الأسس النظامية تكاد تتفق، ويمكن تلخيصها كما يلي:
الإبلاغ الفوري: يبدأ الموظف – أو من ينوب عنه كالابن أو الأخ – بإخطار جهة العمل فورًا بوقوع الوفاة، عبر القنوات الرسمية المعتمدة مثل البريد الإلكتروني أو أنظمة الموارد البشرية أو الاتصال المباشر بالمدير المباشر.
تقديم الطلب الرسمي: يلي ذلك رفع طلب مكتوب أو إلكتروني يتضمن البيانات الأساسية وهي: اسم المتوفى. وصلة القرابة بالموظف. وتاريخ الوفاة زالمدة النظامية للإجازة (خمسة أيام متصلة بأجر كامل).
إرفاق المستندات النظامية: مثل شهادة الوفاة المصدقة، وصورة من سجل الأسرة أو عقد النكاح لإثبات صلة القرابة.
اعتماد الطلب وتوثيقه: بعد مراجعة الطلب، تقوم إدارة الموارد البشرية بتسجيل الإجازة في النظام الداخلي وصرف الأجر بشكل اعتيادي طوال فترة الغياب.
المرونة في بعض الحالات: إذا وقعت الوفاة خارج المدينة أو الدولة، قد تسمح بعض المنشآت ببدء الإجازة فورًا وتأجيل تقديم الوثائق إلى ما بعد عودة الموظف، لكن يبقى تقديم الإثبات شرطًا أساسيًا لصرف الأجر بشكل نهائي.
بهذا التنظيم، يصبح الموظف محميًا نظاميًا من أي نزاع محتمل، حيث تُثبت جميع الإجراءات في السجلات الرسمية وتضمن له الاستفادة الكاملة من حقه في إجازة الوفاة دون تعطيل أو انتقاص.
الشروط النظامية لاستحقاق إجازة الوفاة في نظام العمل السعودي
على الرغم من أن نظام العمل السعودي كفل للعامل حق الحصول على إجازة وفاة مدفوعة الأجر، إلا أن هذا الحق لا يُمنح بشكل مطلق، بل يخضع لشروط نظامية دقيقة لضمان وضوح التطبيق ومنع إساءة الاستفادة منه. وتتلخص أهم هذه الشروط فيما يلي:
تحديد صلة القرابة المشمولة بالنظام
لا تُمنح الإجازة إلا عند وفاة أحد الأقارب المنصوص عليهم نظامًا، وهم:
- الزوج أو الزوجة.
- أحد الأصول مثل الوالدين أو الأجداد.
- أحد الفروع مثل الأبناء أو الأحفاد.
إثبات صلة القرابة بالمتوفى
يتعين على العامل تقديم مستندات رسمية تثبت العلاقة، ومنها:
- صورة من سجل الأسرة.
- شهادة ميلاد أو عقد نكاح.
- وثيقة حصر ورثة (في بعض الحالات الخاصة).
إثبات واقعة الوفاة نفسها:
وذلك عن طريق تقديم إحدى الوثائق التالية:
- شهادة وفاة رسمية معتمدة.
- إشعار وفاة صادر عن جهة حكومية مختصة أو عن المستشفى.
الالتزام بالمدة الزمنية لتسليم المستندات
- غالبًا ما تحدد اللوائح الداخلية للمنشآت مهلة زمنية معقولة لتقديم هذه الوثائق بعد عودة الموظف من الإجازة، وقد يُقبل تقديمها بصيغة إلكترونية أو ورقية بحسب النظام المتبع.
وبهذا التنظيم، يضمن النظام أن تكون إجازة الوفاة حقًا مكفولًا ومصانًا، مع التحقق من سلامة الإجراءات وتوثيقها رسميًا بما يحفظ للعامل حقوقه كاملة دون إطالة أو نزاع.
كيفية احتساب أيام إجازة الوفاة في النظام السعودي
يمكن تلخيص الممارسات العملية على النحو الآتي:
النهج الغالب في القطاع الخاص:
تعتمد معظم الشركات احتساب الإجازة كـ أيام تقويمية متصلة تبدأ من تاريخ الوفاة، بغض النظر عن تخللها عطلات نهاية الأسبوع أو الأعياد. فمثلًا، إذا وقعت الوفاة يوم الخميس، تُحسب الجمعة والسبت ضمن الإجازة، ويُعد الأحد اليوم الرابع، والاثنين اليوم الخامس.
النهج المرن في بعض المنشآت الكبرى:
تتبنى بعض المؤسسات – بدافع مراعاة الموظف – استثناء عطلات نهاية الأسبوع من الحساب، أو منح أيام إضافية تعويضية، إلا أن هذا التوجه ليس إلزاميًا نظامًا، بل يُعتبر ميزة تفضيلية خاصة.
التوصية العملية:
نظرًا لغياب النص الصريح، يُنصح الموظف بالرجوع إلى اللائحة الداخلية للمنشأة وسياسة الإجازات المعتمدة، مع طلب توضيح خطي من الموارد البشرية عند الحاجة، لتفادي أي التباس أو نزاع محتمل.
وبهذا يظهر أن النظام ترك مساحة من المرونة للتطبيق، لكن العرف السائد يؤكد أن الأصل في إجازة الوفاة هو احتسابها كأيام تقويمية متصلة، ما لم تنص سياسة الجهة على خلاف ذلك.
التعديلات الأخيرة في لائحة إجازة الوفاة الجديدة للمعلمين
جاءت التعديلات الأخيرة على لائحة إجازة الوفاة لتعكس توجهًا أكثر مرونة وإنسانية في التعامل مع المعلمين، بما يضمن التوازن بين متطلبات العملية التعليمية واحتياجات المعلم الإنسانية. وقد شملت هذه التعديلات عدة جوانب محورية، أبرزها:
إتاحة التمديد في الظروف الاستثنائية:
أصبح من حق المعلم، في حالات خاصة يقدّرها النظام، التقديم بطلب تمديد إجازة الوفاة، وهو ما يتيح له مساحة إضافية للتفرغ لشؤون أسرية ملحّة دون الإضرار بمركزه الوظيفي.
تبسيط الإجراءات الإدارية:
تم اختصار المتطلبات البيروقراطية وتخفيف الوثائق المطلوبة، بما يسرّع اعتماد الطلبات ويمنع التأخير في منح الإجازة.
ضمان استمرار العملية التعليمية:
يراعى في هذه التعديلات ألا يؤدي منح الإجازة أو تمديدها إلى تعطيل سير التعليم، وذلك من خلال آليات تنظيمية داخلية تعوض غياب المعلم دون الإخلال بمصلحة الطلاب.
وبهذا التطوير، رسّخت اللائحة نهجًا متوازنًا يجمع بين حماية الحقوق النظامية للمعلم وصون استقرار العملية التعليمية، ليظهر النظام أكثر عدلاً وإنصافًا في واحدة من أصعب اللحظات الإنسانية.
ختامًا، فإن تنظيم مسألة درجات الأقارب لاستحقاق إجازة الوفاة يعكس حرص الأنظمة العمالية على مراعاة البعد الإنساني والاجتماعي للموظف، وضمان حقه في الوقوف إلى جانب أسرته في أوقات الفقد. ومن هنا تتضح أهمية الوعي القانوني بهذه الدرجات، سواء للعامل أو صاحب العمل، لتفادي أي لبس أو خلاف. ولأن التفاصيل النظامية قد تبدو معقدة للبعض، يبقى الاعتماد على خبراء القانون خيارًا حكيمًا، وهنا يبرز دور مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية في تقديم المشورة القانونية السليمة التي تضمن تطبيق النصوص بمرونة تحقق العدالة وتحفظ الحقوق.
لا تعليق