دليل شامل: شروط قبول الدعوى في ديوان المظالم في السعودية

شروط قبول الدعوى في ديوان المظالم

في قلب المنظومة القضائية السعودية، يبرز ديوان المظالم كصرح شامخ للعدالة، وسيف مُسلّط لنصرة الحق، ودرع يُردع به الظلم والتعدي. فهو ليس مجرد جهة قضائية، بل مؤسسة دستورية مستقلة تُجسد مبدأ سيادة القانون، وتوفر قضاءً إداريًا نزيهًا يُعيد التوازن لمن اختل ميزانهم في مواجهة الجهات الحكومية. لقد أصبح ديوان المظالم الملجأ الأمين لأصحاب الحقوق ممن طالهم جور القرار الإداري أو تعسّف جهة عامة، فبسطت الدولة عبره يد العدل، وفتحت أبوابها لمن طرقها مستنصرًا.

ومن خلال الخبرات المتراكمة التي يقدمها مكتب المحامي أصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم، يجد المتقاضون في قضايا ديوان المظالم الدعم القانوني المتخصص، والتمثيل الاحترافي أمام دوائره المتعددة، مما يضمن إعداد المرافعات باحتراف، وصياغة اللوائح والدفوع بدقة، ومرافقة العميل في رحلة المطالبة بحقه حتى صدور الحكم النهائي. فالديوان هو العنوان الأول للعدالة الإدارية، ومكتب المحامي أصيل السليماني هو أحد أبرز مفاتيح الوصول إليها بكفاءة وتمكّن.

السلطة الإدارية العادلة: ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية

يُعد ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية سلطة قضائية إدارية مستقلة ذات مكانة سامية، تتبع مقام خادم الحرمين الشريفين مباشرة، وتُجسد التزام الدولة بتحقيق العدالة وإنصاف الأفراد أمام تصرفات الإدارة. يضطلع الديوان بدور محوري في الرقابة القضائية على قرارات الجهات الحكومية، من خلال ما يُعرض عليه من دعاوى، فيسهر على تطبيق الأنظمة واللوائح بدقة، ويضمن وصول أصحاب الحقوق إلى قنوات التظلم المشروع. وقد أولت المملكة أهمية قصوى لهذا الكيان منذ نشأتها، حتى تبلورت معالمه واكتملت اختصاصاته بصدور المرسوم الملكي رقم (م/78) بتاريخ 19/9/1428هـ، ثم توطدت أُسسه الإجرائية عبر نظام المرافعات أمام ديوان المظالم بموجب المرسوم الملكي رقم (م/3) بتاريخ 22/1/1435هـ، ليصبح الديوان رمزًا للعدالة الإدارية ودرعًا حاميًا لحقوق الأفراد من تعسف السلطة.

ولتحقيق ذلك على أعلى مستوى من الاحترافية، يُوصى بالتعامل مع مكتب المحامي أصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم، لما يتمتع به من خبرة عميقة في نظام ديوان المظالم ومهارة عالية في إدارة القضايا الإدارية باحترافية وشفافية.

الاختصاصات القضائية لديوان المظالم

يُعد ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية المرجع القضائي الأعلى في المجال الإداري، حيث يتمتع باختصاصات واسعة ومحددة تهدف إلى صيانة الحقوق، وضمان خضوع الجهات الإدارية لرقابة القضاء. وتنقسم اختصاصاته إلى عدة أنواع رئيسية من الدعاوى، تشمل:

  • الدعاوى المرتبطة بالحقوق الوظيفية: وتشمل الحقوق المقررة لموظفي ومستخدمي الدولة، سواء في القطاعات المدنية أو العسكرية، إضافة إلى حقوق المتقاعدين وذويهم، ممن يعملون في أجهزة حكومية أو هيئات عامة مستقلة.
  • دعاوى إلغاء القرارات الإدارية النهائية: ويُرفع هذا النوع من الدعاوى من قبل الأفراد المتضررين من قرارات إدارية، متى ما شابها عيب من العيوب الشكلية أو الموضوعية، مثل: عدم الاختصاص، عيب في السبب، مخالفة الأنظمة، الخطأ في تفسيرها أو تطبيقها، أو حتى إساءة استعمال السلطة. كما تشمل هذه الدعاوى الامتناع أو الرفض غير المشروع عن اتخاذ قرار كان يجب اتخاذه قانونًا.
  • دعاوى التعويض عن أفعال أو قرارات الإدارة: وهي الدعاوى التي يُطالب فيها المتضررون بتعويض عادل عن الأضرار التي لحقت بهم جراء تصرفات إدارية غير مشروعة.
  • المنازعات العقدية التي تكون جهة الإدارة طرفًا فيها: ويشمل ذلك جميع النزاعات الناشئة عن العقود التي تكون الإدارة أحد أطرافها، سواء كانت عقود تنفيذ أو توريد أو تشغيل.
  • الدعاوى التأديبية: وهي الدعاوى التي تُحركها الجهات المختصة ضد موظفين عموميين للمساءلة التأديبية عن مخالفات وظيفية تستوجب العقوبة.
  • المنازعات الإدارية العامة: وتندرج تحت هذا التصنيف سائر المنازعات الإدارية التي لا تدخل ضمن التصنيفات السابقة، لكنها تتصل بأعمال الإدارة بشكل مباشر أو غير مباشر.
  • طلبات تنفيذ الأحكام والأوامر الأجنبية: ويشمل ذلك تنفيذ الأحكام الصادرة عن المحاكم الأجنبية أو قرارات التحكيم الدولي، وذلك بعد التحقق من توافر الشروط النظامية اللازمة لتنفيذها داخل المملكة.

تُعد هذه الاختصاصات ركيزة أساسية في ترسيخ مبدأ المشروعية، وتعزيز الرقابة القضائية على أداء الجهات الإدارية، ويُسهم ديوان المظالم من خلالها في ترسيخ دولة القانون، وحماية الحقوق الفردية والمؤسسية من أي تجاوزات.

الهرم القضائي لديوان المظالم

يتكوّن ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية من منظومة قضائية متكاملة تضم ثلاث درجات من المحاكم الإدارية، تشكّل فيما بينها هرمًا قضائيًا متصاعدًا يُسهم في تحقيق العدالة الإدارية ومراجعة الأحكام بأعلى درجات النزاهة والدقة. وتشمل هذه المحاكم:

المحاكم الإدارية (الدرجة الأولى):

  • التشكيل: تُشكَّل من قاضٍ فرد أو دائرة مكوّنة من ثلاثة قضاة، بحسب نوع القضية وظروفها.
  • الاختصاصات: تُعد الجهة الابتدائية المختصة بالنظر في القضايا الإدارية، وتشمل اختصاصاتها: المنازعات الوظيفية للمدنيين والعسكريين والموظفين العموميين. ودعاوى التعويض عن الأضرار الناتجة عن قرارات أو أفعال الإدارة. والنزاعات المتعلقة بالعقود الإدارية. والقضايا التأديبية بحق موظفي الدولة. وتنفيذ الأحكام الأجنبية وأحكام التحكيم الدولية. وجميع المنازعات الإدارية التي تدخل في نطاق اختصاص الديوان.

محاكم الاستئناف الإدارية:

  • التشكيل: تتكوّن كل دائرة استئنافية من ثلاثة قضاة برئاسة أحدهم.
  • الاختصاصات: تنظر في الطعون المقدمة ضد الأحكام الصادرة عن المحاكم الإدارية، وتقوم بإعادة تقييم القضايا من جميع الجوانب وفقًا لأصول المرافعات القضائية، مع ضمان حقوق الخصوم وسماع دفوعهم القانونية.

المحكمة الإدارية العليا:

  • التشكيل: تتألف من دوائر قضائية مكونة من ثلاثة قضاة، ويرأسها قاضٍ يُعيَّن بأمر ملكي، وتتمركز في العاصمة الرياض.
  • الاختصاصات تُعتبر أعلى سلطة قضائية إدارية، وتختص بالنظر في الطعون المقدمة ضد أحكام محاكم الاستئناف الإدارية، وذلك في حالات محددة منها، مخالفة الحكم لأحكام الشريعة الإسلامية أو الأنظمة المرعية. صدور الحكم من محكمة غير مشكلة نظامًا أو من جهة غير مختصة. مخالفة مبدأ قضائي مستقر. الخطأ الجسيم في التكييف القانوني للدعوى، وجود تعارض مع حكم قضائي نهائي سابق.

هذه المحاكم، بتدرجها واختصاصاتها المحكمة، تُجسد البناء القضائي المتكامل لديوان المظالم، وتضمن تمكين المتقاضين من التظلّم عبر درجات التقاضي المختلفة، بما يرسّخ مبدأ المشروعية، ويُكرّس الرقابة الفاعلة على أداء الجهات الإدارية، ويصون حقوق الأفراد والمؤسسات على حد سواء.

إجراءات رفع الدعوى أمام ديوان المظالم

لرفع دعوى أمام ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية، يجب اتباع مسار قانوني منضبط، ينظمه نظام المرافعات أمام ديوان المظالم، وتحديدًا المواد الخامسة والسادسة منه، والتي تُفصّل شروط التقديم وإجراءات القيد والاختصاص.

أولًا: تقديم صحيفة الدعوى (المادة الخامسة):

ينص النظام على أن الدعوى تُرفع بصحيفة رسمية يُقدّمها المدّعي أو من يمثله إلى المحكمة الإدارية المختصة. ويجب أن تتضمن الصحيفة ما يلي:

جميع البيانات المطلوبة وفق نظام المرافعات الشرعية.

  • ما يُحدده مجلس القضاء الإداري من بيانات إضافية، إن وُجدت، بموجب قرارات يُعلن عنها رسميًا.
  • نسخ من صحيفة الدعوى ومرفقاتها بعدد المدعى عليهم.
  • في بعض الدعاوى (المحددة في المادة 13/أ و13/ب من نظام ديوان المظالم)، يجب أن تشتمل الصحيفة على: تاريخ العلم أو الإبلاغ بالقرار الإداري. وتاريخ التظلّم ونتيجته.

ثانيًا: قيد الدعوى واستكمال الإجراءات (المادة السادسة):

  • تقوم الإدارة المختصة بالمحكمة بتقييد الدعوى في حال استيفاء جميع المتطلبات.
  • إذا كانت الصحيفة ناقصة، فعلى طالب القيد استكمال النواقص خلال (30) يومًا من تاريخ الإبلاغ، وإلا اعتُبر الطلب كأن لم يكن.
  • في حال تم استكمال النواقص، يُعتبر تاريخ تقديم الطلب الأصلي هو تاريخ القيد الرسمي.
  • تُحدد الإدارة، بحضور المدّعي أو مُمثله، موعد أول جلسة للنظر في القضية، وتُحوَّل الدعوى إلى الدائرة المختصة وفقًا لضوابط يحددها رئيس مجلس القضاء الإداري.

ثالثًا: الإبلاغ والإشعار بالجلسات:

  • تُبلّغ الجهة المدعى عليها بموعد الجلسة، ويُشعَر كذلك كل من: وزارة المالية وديوان المراقبة العامة ووزارة الخدمة المدنية (في قضايا الخدمة)
  • يجب أن لا تقل المدة بين الإبلاغ والجلسة عن ثلاثين يومًا.
  • للجهات المذكورة الحق في تقديم وجهة نظرها كتابةً، أو طلب المشاركة في المرافعة قبل انعقاد الجلسة.

بهذه الآلية المحكمة، يضمن ديوان المظالم الشفافية والإتاحة لجميع الأطراف، ويُرسّخ مبادئ العدالة الإدارية، من خلال إجراءات واضحة تحفظ للمدّعي حقه في التظلّم، وللجهات الرسمية حقها في الرد، في إطار قضائي مُنظم ومنصف.

تقديم شكوى لديوان المظالم إلكترونيًا

أصبح تقديم الشكاوى ورفع القضايا الإدارية أمام ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية أكثر سهولة ومرونة من خلال الخدمات الرقمية المتاحة عبر منصة “معين” الإلكترونية، والتي تُمكّن المواطنين والمقيمين من رفع دعاواهم ومتابعتها دون الحاجة إلى مراجعة المحاكم حضوريًا. وفيما يلي خطوات التقديم بالتفصيل:

الخطوات الكاملة ديوان المظالم تقديم شكوى معين:

  1. الدخول إلى منصة ديوان المظالم معين عبر الموقع الرسمي.
  2. الضغط على خيار “الخدمات القضائية” من الواجهة الرئيسية.
  3. من قائمة الخدمات الإلكترونية، اختر “تقديم دعوى” للوصول إلى نموذج التقديم.
  4. تسجيل الدخول باستخدام رقم الهوية الوطنية وكلمة المرور المسجلة مسبقًا.
  5. إدخال رمز التحقق الظاهر على الشاشة ثم الضغط على “التالي”.
  6. اختر “تقديم دعوى” ثم انقر على “بدء الخدمة”.
  7. اقرأ الشروط بعناية ووافق عليها للمتابعة.
  8. حدد نوع الدعوى، وطبيعة الطلب، والمحكمة الإدارية المختصة بالنظر في القضية.
  9. أدخل بيانات المدّعي (الاسم، العنوان، رقم الهوية، الهاتف، البريد الإلكتروني).
  10. دوّن تفاصيل ووقائع الدعوى بشكل واضح ومفصّل.
  11. أدخل مضمون الطلب القانوني الذي تتقدم به، ثم اضغط على “التالي”.
  12. أدخل رقم الدعوى إن وجد، وحالتها العامة، وبيانات المحكمة، ثم تابع إجراءات المصادقة.
  13. أرفق المستندات والوثائق الداعمة للقضية بصيغة إلكترونية، ثم أدخل عناوين التواصل (بريد إلكتروني – رقم هاتف).
  14. بعد التأكد من صحة البيانات والمرفقات، انقر على “إنهاء” لإتمام تقديم الدعوى.

تُعد هذه الخدمة الإلكترونية إحدى ركائز التحول الرقمي في المنظومة القضائية الإدارية، إذ تُمكّن المتقاضين من ممارسة حقهم في التظلّم بسهولة، وبإجراءات منظمة تضمن السرعة، الدقة، والعدالة، تحت مظلة ديوان المظالم الحريص على تيسير الوصول للحق والارتقاء بجودة القضاء الإداري في المملكة.

صلاحيات رئيس المحكمة في ديوان المظالم

لضمان سير العدالة في بيئة منظمة ومحترمة، منح نظام المرافعات أمام ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية لرئيس الجلسة سلطات قانونية واضحة تمكّنه من إدارة الجلسة بكل حزم، بما يحفظ الانضباط ويصون هيبة القضاء. وتنص المادة الثالثة عشرة من النظام على أن إدارة الجلسة وضبط نظامها منوطة بالكامل برئيسها، ويحق له اتخاذ الإجراءات التالية عند الحاجة:

  • حذف العبارات المخالفة: يملك رئيس الجلسة صلاحية إصدار أمر بمحو أي عبارة تُقدَّم ضمن مستندات الدعوى إذا كانت جارحة، مخالفة للآداب العامة، أو تمس النظام العام، وذلك حفاظًا على سلامة الحوار القانوني واحترام أطراف التقاضي.
  • إخراج المخلين من القاعة ومعاقبتهم: إذا صدر من أحد الحاضرين ما يخل بنظام الجلسة، يحق للرئيس إخراجه من القاعة فورًا، وإذا لم يمتثل، يجوز له أن يصدر في الحال أمرًا بحبسه لمدة لا تتجاوز 24 ساعة، أو تغريمه بما لا يزيد عن ألف ريال، أو تطبيق العقوبتين معًا. كما يمكن للرئيس العدول عن هذه العقوبة قبل انتهاء الجلسة، ويُعد قراره في هذا الشأن نهائيًا غير قابل للطعن.
  • تحرير محاضر الجرائم وإحالة المتهمين: عند وقوع أي جريمة أثناء الجلسة، يُمكن لرئيسها أن يأمر بتحرير محضر رسمي بالواقعة، وأن يُحيل القضية إلى الجهات المختصة، وله أيضًا أن يأمر بالقبض الفوري على من ارتكب الجريمة إن اقتضى الأمر ذلك.

تُعد هذه الصلاحيات جوهرية في ضمان سير الجلسات القضائية ضمن إطار من الاحترام والانضباط، وتمكين القاضي من أداء مهامه دون تشويش أو تجاوز، مما يُرسّخ الثقة العامة في عدالة الإجراءات داخل ديوان المظالم.

رد القاضي في ديوان المظالم

يُعد نظام رد القاضي أحد أبرز ضمانات الحياد القضائي، وقد كفل نظام المرافعات أمام ديوان المظالم هذا الحق لكل طرف في الدعوى، إذا توافرت أسباب نظامية تُثير الشك في تجرد القاضي وحياده. وتنص المادة الحادية والعشرون من النظام على إجراءات واضحة لتقديم طلب الرد، وذلك على النحو التالي:

  • يُقدَّم طلب رد القاضي بعريضة رسمية تُودَع لدى المحكمة، ويجب أن تتضمن الأسباب المبررة للطلب بشكل واضح ومحدد.
  • يُحال الطلب مباشرة إلى القاضي المطلوب رده، ليُقدّم ردّه المكتوب خلال خمسة أيام كحد أقصى.
  • إذا لم يُجِب القاضي في المدة المحددة، أو وافق على أسباب الرد وكانت تلك الأسباب مقبولة من الناحية النظامية، يصدر رئيس المحكمة قرارًا بتنحيته عن نظر الدعوى.
  • أما في الحالات الأخرى، أو إذا كان القاضي المطلوب رده هو رئيس المحكمة ذاته، فيُحال الطلب إلى رئيس مجلس القضاء الإداري للفصل فيه.
  • ويترتب على تقديم طلب الرد تعليق نظر الدعوى مؤقتًا حتى يتم البت فيه نهائيًا.

بهذا التنظيم الدقيق، يُكرّس ديوان المظالم مبدأ الحياد القضائي الكامل، ويُطمئن المتقاضين إلى أن القاضي الناظر في دعواهم لن يكون خصمًا، ولن يُستمر في نظر الدعوى إذا وجدت أسباب نظامية تَمسّ حياده أو موضوعيته.

شروط قبول الدعوى في ديوان المظالم

لرفع دعوى أمام ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية، لا بد من الالتزام بمجموعة من الشروط النظامية والإجرائية التي تُعد ركيزة أساسية لقبول الدعوى شكلاً. وتتمثل شروط قبول الدعوى أمام المحكمة الإدارية فيما يلي:

  • استيفاء صحيفة الدعوى للشروط الشكلية: يجب أن تكون صحيفة الدعوى مكتملة من حيث البيانات النظامية، وتتضمن كافة المعلومات الأساسية المطلوبة، مثل: بيانات الأطراف، موضوع الدعوى، الطلبات، الأسباب، والمستندات المؤيدة. ويُشترط أن تُقدم الصحيفة وفقًا لما نص عليه نظام المرافعات أمام ديوان المظالم.
  • تقديم التظلم الإداري المسبق: في الدعاوى التي يوجب النظام فيها التظلم الإداري قبل التقاضي، يجب على المدعي أن يتقدّم بالتظلم إلى الجهة الإدارية المختصة، وينتظر الرد أو انقضاء المدة النظامية دون رد، قبل أن يباشر رفع دعواه أمام المحكمة.
  • توفر المصلحة والصفة: يجب أن تتوفر لدى رافع الدعوى مصلحة قائمة ومشروعة في الطعن أو المطالبة، ويُشترط أيضًا أن يتمتع بالصفة النظامية، أي أن يكون هو صاحب الحق محل النزاع أو ممثله القانوني.

هل توجد تكاليف قضائية على قضايا ديوان المظالم؟

بوجه عام، لا تُفرض رسوم قضائية على القضايا الابتدائية المرفوعة أمام ديوان المظالم، مما يُيسّر على الأفراد الوصول للعدالة.

ومع ذلك، فإن بعض الإجراءات المرتبطة بالاستئناف أو الاعتراض قد تستوجب رسومًا قضائية محددة تُسدد وفقًا لما ينظمه نظام التكاليف القضائية، إذا انطبقت الشروط على نوع الطلب.

إن الالتزام بهذه الشروط يُعد خطوة جوهرية لضمان قبول الدعوى شكلاً، وتمكين المتقاضي من عرض قضيته أمام القضاء الإداري بثقة ووضوح، في إطار يحترم النظام ويُعزز من فعالية العدالة الإدارية في المملكة.

أنواع القضايا في ديوان المظالم

يختص ديوان المظالم في المملكة العربية السعودية بالنظر في طيف واسع من القضايا الإدارية التي تُرفع أمام محاكمه المختلفة، والتي تشمل: المحاكم الإدارية، محاكم الاستئناف الإدارية، والمحكمة الإدارية العليا. وتتنوع القضايا التي تدخل ضمن اختصاصه بحسب طبيعة النزاع والإطار القانوني الناظم له. وفيما يلي أبرز أنواع القضايا التي ينظر فيها ديوان المظالم:

  • قضايا إلغاء القرارات الإدارية النهائية: وهي دعاوى يُقيمها أصحاب الشأن للطعن في قرارات إدارية غير مشروعة، بسبب وجود عيب في الشكل، أو مخالفة الأنظمة، أو إساءة استعمال السلطة. وتهدف إلى إلغاء القرار الإداري المطعون فيه أمام المحكمة المختصة.
  • القضايا الحقوقية للموظفين: تشمل المنازعات المرتبطة بحقوق الموظفين المدنيين والعسكريين، والمتقاعدين، كما نصّت عليها أنظمة الخدمة المدنية والعسكرية ونظام التقاعد، وتُعد من أبرز أنواع القضايا في القضاء الإداري.
  • قضايا التعويض في القانون الإداري وهي الدعاوى التي تُرفع للمطالبة بـتعويض عن أضرار لحقت بالأفراد نتيجة تصرفات أو قرارات إدارية غير مشروعة صادرة عن الجهات الحكومية.
  • قضايا تنفيذ أحكام المحكمين والأحكام الأجنبية: تتعلق بطلب تنفيذ أحكام التحكيم الأجنبية أو الأحكام القضائية الصادرة خارج المملكة، شريطة استيفائها للضوابط النظامية.
  • قضايا العقود الإدارية: وهي المنازعات التي تنشأ بين الأفراد أو المؤسسات وجهات الإدارة بشأن تنفيذ أو تفسير العقود الإدارية، مثل عقود المقاولات أو التوريد أو التشغيل التي تكون الدولة طرفًا فيها.
  • القضايا التأديبية: تختص هذه الدعاوى بمساءلة الموظفين الحكوميين تأديبيًا عند ارتكابهم مخالفات وظيفية، ويصدر فيها الحكم بإيقاع الجزاءات النظامية

التمييز بين ديوان المظالم ووزارة العدل

رغم أن كلًّا من ديوان المظالم ووزارة العدل يُشكّلان ركيزتين أساسيتين في منظومة القضاء بالمملكة العربية السعودية، إلا أن بينهما اختلافًا جوهريًا في المهام والاختصاصات.

ديوان المظالم هو هيئة قضائية مستقلة تختص حصريًا بـالقضاء الإداري، ويباشر محاكمه الإدارية النظر في المنازعات التي تكون جهة الإدارة طرفًا فيها، مثل قضايا الموظفين، إلغاء القرارات الإدارية، التعويض، العقود الإدارية، وغيرها من المسائل المرتبطة بالرقابة القضائية على أداء الجهات الحكومية.

أما وزارة العدل فهي جهة تنفيذية وإدارية تُشرف على تنظيم وإدارة القضاء العام في المملكة، وتشمل اختصاصاتها المحاكم الجزائية، ومحاكم الأحوال الشخصية، والمحاكم العامة، إضافة إلى الإشراف على التوثيق، ومكاتب المحاماة، وتنظيم شؤون كتابات العدل، وتحسين الخدمات العدلية.

وباختصار، فإن ديوان المظالم هو قاضٍ للإدارة، بينما وزارة العدل هي المنظومة التي تُدير وتخدم القضاء العام، ولكل منهما دوره المكمّل في تحقيق العدالة وبسط سيادة القانون داخل المملكة.

مراحل التقاضي أمام ديوان المظالم

يُعد ديوان المظالم جهة قضائية مستقلة تُعنى بالفصل في المنازعات الإدارية التي تكون إحدى الجهات الحكومية طرفًا فيها. ويخضع التقاضي أمامه إلى مراحل إجرائية محكمة تضمن تحقيق العدالة والرقابة القضائية الفاعلة على أداء الإدارة العامة. وتتمثل مراحل التقاضي أمام ديوان المظالم فيما يلي:

  • مرحلة التحقق من شروط القبول: في هذه المرحلة، تقوم المحكمة الإدارية بمراجعة صحة صحيفة الدعوى والتأكد من استيفاء جميع الشروط الشكلية والنظامية لقبولها، مثل وجود التظلم المسبق (عند لزومه)، وتوافر المصلحة والصفة لدى المدّعي.
  • مرحلة نظر الدعوى (المحاكمة): تنعقد جلسات المرافعة لسماع أقوال أطراف الدعوى، واستجواب الشهود، وطلب تقارير الخبراء عند الضرورة. كما يتم خلالها تبادل المذكرات والدفوع النظامية، إلى أن تكتمل أوجه النزاع وتتهيأ القضية للفصل فيها.
  • مرحلة إصدار الحكم الإداري: بعد استكمال جلسات التقاضي وتقديم جميع المستندات والمرافعات، تصدر المحكمة حكمها الإداري المسبب وفقًا لما تراه من حجج وأدلة، ويُبلغ به الأطراف رسميًا.
  • مرحلة الاعتراض على الحكم: يحق لأي من أطراف الدعوى الاعتراض على الحكم خلال مدة 30 يومًا من تاريخ التبليغ، وذلك بإحدى وسائل الاعتراض المعتمدة، مثل: الاستئناف أمام محكمة الاستئناف الإدارية. والنقض أمام المحكمة الإدارية العليا (إذا توافرت شروطه). والتمس إعادة النظر في حال ظهور وقائع جديدة أو وجود خطأ جوهري.
  • مرحلة تنفيذ الحكم الإداري: بعد اكتساب الحكم الصفة النهائية، يُحال إلى دوائر التنفيذ في المحكمة الإدارية لتنفيذه وفقًا لأحكام نظام التنفيذ أمام ديوان المظالم، بما يضمن احترام الأحكام القضائية وإلزام الجهات الإدارية بتنفيذها.

تمر الدعوى الإدارية أمام ديوان المظالم بهذه المراحل المتسلسلة بدقة، مما يعكس حرص القضاء الإداري في المملكة على تحقيق العدالة الإجرائية والموضوعية، وضمان حماية الحقوق في مواجهة القرارات الإدارية.

ما هي الاختصاصات التي لا يتدخل فيها ديوان المظالم؟

رغم اختصاصه الواسع في المجال الإداري، إلا أن ديوان المظالم لا يختص بالنظر في الحالات التالية:

  • أعمال السيادة: مثل القرارات السياسية العليا التي تصدر عن الدولة في إطار ممارستها لسيادتها.
  • الأنظمة والقرارات التنظيمية الصادرة عن مجلس الوزراء: لا يخضع ما يصدر عن مجلس الوزراء من تشريعات تنظيمية للطعن أمام ديوان المظالم.
  • طلبات التعيين أو إنهاء الخدمة القضائية: لا ينظر الديوان في القرارات الخاصة بتعيين القضاة أو إنهاء خدماتهم.
  • طلبات الإنابة القضائية: لا يملك ديوان المظالم صلاحية البتّ في الإنابات أو التعاون القضائي الدولي، كونها اختصاصًا لجهات أخرى.

بهذه الحدود الدقيقة لاختصاصه، يُؤكد ديوان المظالم مكانته كجهة قضائية مستقلة متخصصة في الفصل في النزاعات الإدارية، دون التعدي على اختصاصات السلطات الأخرى، مما يُعزز التوازن بين السلطات وسيادة القانون في المملكة.

الأسئلة الشائعة 

هل يُشترط وجود محامٍ للترافع أمام ديوان المظالم؟

نعم، يشترط النظام أن تتم المرافعة أمام محاكم ديوان المظالم بواسطة محامٍ مرخص له بمزاولة المهنة وفق نظام المحاماة السعودي. ويُفضل أن يكون المحامي ملمًا تفصيليًا بـنظام المرافعات أمام ديوان المظالم لضمان تقديم الدعوى الإدارية بطريقة صحيحة ومنضبطة إجرائيًا.

ما هي أبرز القضايا التي تدخل ضمن اختصاص ديوان المظالم؟

يتولى ديوان المظالم النظر في طيف واسع من القضايا الإدارية، منها:

  1. المنازعات المتعلقة بالحقوق الوظيفية للموظفين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين.
  2. دعاوى إلغاء القرارات الإدارية النهائية.
  3. دعاوى التعويض عن القرارات أو الأفعال الإدارية غير المشروعة.
  4. المنازعات الناشئة عن العقود التي تكون جهة الإدارة طرفًا فيها.
  5. القضايا التأديبية.
  6. أي منازعات إدارية أخرى تدخل في اختصاص القضاء الإداري.

ما هي القضايا الخارجة عن اختصاص ديوان المظالم؟

يُستثنى من اختصاص ديوان المظالم النظر في:

  • الطلبات المتعلقة بأعمال السيادة.
  • القرارات التنظيمية الصادرة عن مجلس الوزراء.
  • الطلبات الخاصة بتعيين القضاة أو إنهاء خدماتهم.
  • طلبات الإنابة القضائية.

وفي الختام، يظل ديوان المظالم علامة فارقة في مسيرة العدالة الإدارية بالمملكة، وركنًا راسخًا في حماية الحقوق ومحاسبة الجهات العامة عند الخطأ أو التعسف. فهو ليس مجرد محكمة، بل تجسيد عملي لحرص الدولة على صون كرامة الإنسان وتحقيق التوازن بين السلطة والمواطن. ومن خلال الاستعانة بالخبرات القانونية المتخصصة، مثل تلك التي يوفرها مكتب المحامي أصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم، يكون طريقك إلى استرداد الحقوق أكثر وضوحًا واحترافية، في ضوء فهم عميق لإجراءات الديوان ومتطلباته. العدالة تبدأ بخطوة، وديوان المظالم هو تلك الخطوة الثابتة نحو إنصاف مستحق.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *