يُعدّ إدراك الفرق بين حمل السلاح واقتناء السلاح من المسائل القانونية المهمة التي تؤكد وعي الفرد بالنظام ومسؤوليته تجاه الأمن. فـ”الاقتناء” يعني امتلاك السلاح والاحتفاظ به في مكان آمن دون نقله أو استخدامه إلا بإذن رسمي، بينما “الحمل” يسمح بالتنقل به في حدود محددة ووفق رخصة قانونية تصدر عن الجهة المختصة. ويهدف هذا التنظيم إلى تحقيق التوازن بين الحق في الحيازة والحفاظ على الأمن العام.
ويؤكد مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم أن التفرقة بين المفهومين ليست مجرد مسألة لغوية، بل حماية قانونية تمنع التعرض للعقوبات. فالقانون السعودي حدّد بوضوح ضوابط الترخيص وشروط الاستخدام، مما يجعل الالتزام بها ضرورة لحماية النفس والمجتمع على حد سواء.
ما هو الفرق بين حمل السلاح واقتناء السلاح؟
يُعدّ إدراك الفرق بين حمل السلاح واقتناء السلاح من المسائل القانونية الدقيقة التي أولتها الأنظمة السعودية اهتمامًا بالغًا، إذ نظم نظام الأسلحة والذخائر ولائحته التنفيذية هذا الأمر تفصيلًا لضمان ضبط الأمن ومنع إساءة استخدام السلاح.
أولًا: اقتناء السلاح
يُقصد به امتلاك السلاح والاحتفاظ به في مكان آمن دون حمله أو التنقل به خارج هذا المكان، ويكون ذلك بموجب رخصة نظامية صادرة عن الجهات المختصة. وتخوّل هذه الرخصة صاحبها حق الاحتفاظ بالسلاح داخل منزله أو مزرعته أو محله التجاري فقط، دون السماح له بنقله أو اصطحابه خارجه إلا بإذن مسبق من وزارة الداخلية. وقد نصّت على ذلك المادة (23) من اللائحة التنفيذية لنظام الأسلحة والذخائر.
ثانيًا: حمل السلاح
أما حمل السلاح فيختلف عن الاقتناء من حيث الصلاحية الممنوحة لحامله؛ إذ يُسمح له بالتنقل بالسلاح في الأماكن المسموح بها والمقررة في الرخصة النظامية، كمنزله أو سيارته أو مزرعته أو حقيبته الشخصية، شرط الالتزام بعدم حمله في المواقع المحظورة نظامًا. وقد جاء هذا التنظيم في المادة (24) من اللائحة التنفيذية ذاتها، التي وضعت حدودًا واضحة تضمن الاستخدام الآمن للسلاح دون إخلال بالنظام العام أو تهديد للسلم الاجتماعي.
وبذلك يتبيّن أن التمييز بين الحمل والاقتناء ليس مجرد فرق لفظي، بل هو فاصل قانوني يحكم العلاقة بين حق التملك وحدود الاستخدام، ويؤكد حرص المشرّع السعودي على التوازن بين حرية الفرد ومسؤولية الأمن العام.
الدور القانوني للمحامي في قضايا حمل واقتناء السلاح
وجود محامٍ في هذا المجال لا يقتصر على الدفاع بعد وقوع المشكلة، بل يمتد إلى الوقاية القانونية المسبقة والتعامل الاحترافي مع الإجراءات النظامية كافة.ومن أبرز المهام التي يضطلع بها المحامي في هذا النوع من القضايا ما يلي:
تقديم الاستشارات القانونية الدقيقة:
توضيح الأنظمة واللوائح المنظمة لحمل واقتناء السلاح، وشرح شروط الترخيص، وآلية التجديد أو الإلغاء، بما يضمن التزام العميل بالمسار القانوني الصحيح.
تمثيل العملاء أمام الجهات المختصة:
الدفاع عن المتهمين بمخالفات تتعلق بحيازة أو حمل السلاح دون ترخيص، أو استخدامه في أماكن محظورة، مع السعي لإثبات حسن النية وتخفيف العقوبة أو إسقاطها.
متابعة إجراءات الترخيص والمعاملات النظامية:
إعداد الطلبات القانونية ومتابعتها لدى وزارة الداخلية حتى إصدار الرخصة أو تجديدها بما يتوافق مع المتطلبات الرسمية.
المرافعة أمام المحاكم:
الترافع باحترافية أمام القضاء في حال توجيه اتهامات نظامية، مع توظيف الخبرة القانونية لإثبات الدفاع أو وجود أسباب الإعفاء النظامي.
ومن خلال خبرة مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم في هذا المجال، يضمن العميل أن تُدار قضيته وفق أعلى معايير الكفاءة القانونية والالتزام النظامي، بما يحفظ حقوقه ويجنّبه أي تبعات قانونية غير متوقعة.
الفئات المصرّح لها بحمل السلاح في النظام السعودي
فقد نصّت المادة الثانية من النظام على أن حمل الأسلحة الحربية أو الفردية الحكومية واستخدامها يقتصر على فئات بعينها، أبرزها:
- العسكريون العاملون في الجهات الأمنية والعسكرية التي حددها النظام.
- الموظفون المدنيون في القطاعات الحكومية التي ينص نظامها على جواز حملهم للأسلحة الرسمية في إطار مهامهم الوظيفية.
أما الأفراد من غير الفئات الحكومية، فقد أجاز النظام – بموجب المادة التاسعة – منحهم تراخيص لحمل الأسلحة النارية الفردية أو أسلحة الصيد، لكن ذلك مشروط بتوافر مجموعة من المعايير الدقيقة، من أهمها:
- أن يكون طالب الترخيص قد بلغ الخامسة والعشرين عامًا على الأقل.
- أن يكون خاليًا من السوابق الجنائية أو القيود الأمنية.
- أن يكون سليمًا بدنيًا ونفسيًا من أي عاهة أو مرض يمنعه من التعامل الآمن مع السلاح.
كما أوضحت المادة الرابعة والعشرون أن رخصة الحمل تُمنح لسلاح ناري فردي واحد فقط، مع جواز منح أكثر من رخصة في حالات استثنائية يقرّرها الوزير المختص.
ومن خلال هذه التنظيمات المحكمة، يتضح أن الحق في حمل السلاح ليس امتيازًا مطلقًا، بل استثناء قانوني تُحدده الدولة وفق معايير أمنية ومجتمعية دقيقة، ليبقى السلاح وسيلة حماية مشروعة لا وسيلة تهديد أو فوضى.
العقوبات النظامية لحمل أو حيازة السلاح دون ترخيص في السعودية
يُولي نظام الأسلحة والذخائر السعودي مسألة الحيازة أو الحمل غير النظامي للسلاح أهمية قصوى، لما تمثله من تهديد مباشر للأمن العام، وقد نص على عقوبات واضحة وصارمة تشمل ما يلي:
- السجن لمدة تصل إلى ثمانية عشر شهرًا لكل من يحمل أو يقتني سلاحًا ناريًا فرديًا أو ذخيرته دون ترخيص نظامي.
- غرامة مالية لا تتجاوز ستة آلاف ريال سعودي، أو الجمع بين السجن والغرامة وفق ما تراه المحكمة المختصة.
- مصادرة السلاح والذخيرة المضبوطين في حال ثبوت المخالفة.
- تشديد العقوبة في حال كانت الحيازة تشمل أسلحة حربية أو مهربة أو تم استخدامها في ارتكاب جريمة.
- حرمان المخالف من الحصول على أي تراخيص مستقبلية لحمل أو اقتناء السلاح.
ويؤكد مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم أن الالتزام بالأنظمة واللوائح المنظمة لحمل واقتناء السلاح واجب قانوني، يضمن للفرد حماية حقوقه ويُسهم في حفظ أمن واستقرار المجتمع.
الأسئلة الشائعة
هل يمكنني حمل السلاح في الأماكن العامة؟
لا، يُحظر حمل السلاح في الأماكن العامة إلا بموجب رخصة نظامية لحمل سلاح ناري فردي تصدر عن وزارة الداخلية، مع الالتزام التام بالأماكن والأوقات المحددة في الرخصة. كما تؤكد المادة الثامنة من اللائحة التنفيذية أن حمل السلاح في مواقع مثل المساجد، المطارات، المدارس، التجمعات العامة، والاحتفالات يُعد مخالفة صريحة تستوجب العقوبة.
هل يُسمح بالحصول على أكثر من رخصة حمل سلاح؟
الأصل أنه لا يجوز منح أكثر من رخصة لحمل سلاح ناري فردي واحد، وذلك وفقًا للمادة (24) من النظام، إلا أن الوزير المختص يملك صلاحية منح أكثر من رخصة في حالات خاصة ومبررة تقدّرها الوزارة بناءً على مقتضيات الأمن والنظام العام.
بهذا التنظيم الدقيق، يتأكد أن التعامل مع الأسلحة في المملكة يخضع لضوابط قانونية صارمة توازن بين حق الحيازة الفردية ومتطلبات الأمن العام.
وفي الختام، فإن الفرق بين حمل السلاح واقتناء السلاح يمثل جوهر التنظيم القانوني الذي يضمن استخدام السلاح في إطاره المشروع ويحافظ على أمن المجتمع. فحيازة السلاح بترخيص لا تعني حرية مطلقة في حمله أو التنقل به، بل التزامًا بالضوابط التي حددها النظام بدقة. ويؤكد مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم أن الوعي بهذه الفوارق القانونية هو السبيل لتجنّب العقوبات، وضمان أن يبقى السلاح وسيلة حماية مشروعة لا مصدر خطر أو مخالفة.





لا تعليق