تعرف على فسخ عقد زواج وما هي حقوق الزوجين في السعودية

فسخ عقد زواج

فسخ عقد زواج ليس مجرد إجراء قانوني روتيني، بل هو قرار مصيري يحمل بين طياته مشاعر متشابكة وتفاصيل دقيقة قد تغيّر مجرى حياة كاملة. وحين تلوح بوادر الخلافات الجذرية، أو تظهر موانع شرعية أو نظامية تُعطل استمرار العلاقة الزوجية، يصبح الفسخ حاجة ملحّة لا بد من اللجوء إليها عبر القنوات القانونية الصحيحة، لضمان الحقوق وحماية الكرامة.

في هذا السياق، يبرز دور الجهات القانونية المتخصصة في تقديم الاستشارة والترافع، ويأتي مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم في طليعة هذه الجهات، بخبرة تراكمية وفريق عمل يضع العدالة والخصوصية في مقدمة أولوياته. فإذا كنت تواجه ظروفًا تستدعي فسخ عقد زواج، فأنت بحاجة إلى من يحمل عنك عبء الإجراءات ويوجهك نحو الحل الأمثل قانونيًا وشرعًا. فسخ عقد الزواج هو إنهاء العلاقة الزوجية بطريقة قانونية وفقًا للضوابط الشرعية في النظام القضائي السعودي. يختلف فسخ العقد عن الطلاق في بعض الجوانب القانونية والشرعية، حيث يتم فسخ عقد الزواج في حال وجود عيوب أو أسباب تبرر ذلك، سواء من جهة الرجل أو المرأة.

الإطار النظامي الحاكم لقضايا فسخ النكاح في المملكة فسخ عقد زواج

قبل التطرق إلى التفاصيل الدقيقة المتعلقة بدعوى فسخ النكاح، لا بد أولًا من تسليط الضوء على المرجعية النظامية التي يستند إليها القضاء عند النظر في مثل هذه الدعاوى. والسؤال المحوري هنا: ما هو المصدر الذي يستقي منه القاضي الأحكام الشرعية والنظامية الواجبة التطبيق في قضايا فسخ النكاح؟

في هذا الصدد، يُحسب للمنظّم السعودي أنه وضع إطارًا واضحًا وميسرًا لهذه المسألة، من خلال إصدار نظام الأحوال الشخصية بموجب المرسوم الملكي رقم (م/73) بتاريخ 06/08/1443هـ، حيث تضمن هذا النظام كافة الضوابط والشروط والإجراءات المنظمة لدعاوى فسخ النكاح، مما أسهم في تحقيق وضوح تشريعي وحماية قانونية لكافة الأطراف.

حق الزوجة في فسخ عقد الزواج

من أهم ما ينبغي أن تدركه الزوجة بشأن فسخ عقد الزواج، هو أن الشريعة الإسلامية قد أقامت هذا العقد على أسس راسخة من المودة والرحمة، باعتبارهما جوهر العلاقة الزوجية ومقصدها الأسمى. فإذا ما اعترى هذه الرابطة خلل جوهري أو طارئ مؤثر أدى إلى انعدام الألفة وفقدان السكينة، فإن استمرار الحياة الزوجية يصبح عبئًا، وقد تترتب عليه آثار سلبية ومفاسد شرعية يجب تفاديها.

ومن المعلوم أن الشريعة منحت الزوج الحق في الطلاق دون اشتراط رضا الزوجة، حفاظًا على حقه في إنهاء العلاقة عند تعذّر الاستمرار. وفي المقابل، وحرصًا على تحقيق التوازن، لم تُغفل حق الزوجة، بل خوّلتها اللجوء إلى القضاء لطلب فسخ عقد الزواج، إذا ثبت وقوع ضرر بالغ أو استحالة الاستمرار مع الزوج، وبذلك تكون قد فتحت أمامها طريقًا مشروعًا للخلاص من علاقة تُلحِق بها الأذى أو تمس كرامتها.

فسخ النكاح: متى يكون بعوض ومتى يتم دون مقابل؟

عند نظر دعوى فسخ النكاح، فإن مسألة إلزام الزوجة برد المهر من عدمه لا تُحسم إلا بعد التحقق من الأسباب التي تستند إليها في طلب الفسخ. وهنا يُفرّق القضاء بين حالتين رئيسيتين:

فإذا كانت الأسباب المقدمة من الزوجة وجيهة ومعتبرة شرعًا ونظامًا—كأن يثبت الضرر أو يستحيل استمرار الحياة الزوجية—فإن القاضي يحكم بفسخ النكاح دون إلزامها بإعادة أي جزء من المهر، ويُطلق على هذا النوع فسخ النكاح دون عوض.

أما في حال خلت الدعوى من أسباب جوهرية تُبرر الفسخ، أو كانت الأسباب غير كافية بحسب تقدير المحكمة، فلا يتم الفسخ إلا بعوض، أي بإلزام الزوجة برد المهر كاملاً أو جزءًا منه، بحسب ما تراه المحكمة. فقد يُقدَّر العوض برد المهر كاملًا، أو بنصفه، أو ربعه، أو أي نسبة أخرى، وفقًا لوقائع الدعوى، وتقدير القاضي، ورأي لجنة الخبراء والحكمين.

ابرز الأسباب الشرعية والنظامية لفسخ النكاح من قبل الزوجة

بعد استعراض الأحكام العامة المتعلقة بفسخ النكاح، يثور التساؤل حول ماهية الأسباب المعتبرة التي تمنح الزوجة الحق في طلب فسخ عقد زواجها، وهو ما نوضحه فيما يلي بشكل تفصيلي:

أولًا: وجود علة مُضرة أو مُنفّرة تمنع المعاشرة الزوجية

 يُعد وجود علة تمنع استمرار العلاقة الزوجية سببًا مشروعًا للفسخ، بشرط أن تكون تلك العلة مُؤذية للزوجة أو منفّرة إلى حد يقطع إمكانية المعاشرة. ولم يقيد نظام الأحوال الشخصية هذه العلة بنوع معيّن، بل ترك تقديرها للقاضي وأهل الخبرة. ويُشترط لاعتبار العلة سببًا مقبولًا للفسخ، ألا تكون الزوجة قد علمت بها قبل العقد، أو علمت بعد العقد ورضيت بها صراحةً أو ضمنًا. ويقع على الزوج عبء إثبات هذا الرضا، وإن لم يُثبت، حُكم للزوجة بالفسخ.

التزام الزوجة بإعادة المهر في هذه الحالة يختلف باختلاف الظروف:

  • إذا ظهرت العلة بعد الدخول: لا تُلزم الزوجة بإعادة المهر.
  • إذا كانت العلة موجودة قبل الزواج ولم يحصل دخول أو خلوة: تُلزم الزوجة بإعادة ما قبضته من المهر.
  • إذا كانت العلة موجودة قبل العقد وحصل دخول أو خلوة: لا تُلزم الزوجة بإعادة أي مبلغ.

ثانيًا: امتناع الزوج عن دفع المهر

 إذا لم يُسدِّد الزوج المهر المستحق للزوجة قبل الدخول، جاز لها طلب فسخ النكاح دون أن تتحمل أي تبعة مالية. أما إذا كان الدخول قد وقع، فلا يكون ذلك سببًا للفسخ، بل يُحكم بإلزام الزوج بسداد المهر كدين في ذمته.

ثالثًا: امتناع الزوج عن الإنفاق على زوجته

 في حال توقف الزوج عن تلبية احتياجات زوجته الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وملبس، يحق لها طلب الفسخ دون رد أي مبالغ.
تنويه مهم: إذا كانت الزوجة ناشزًا، كأن ترفض تمكين الزوج من نفسها أو تغادر بيت الزوجية دون إذنه، فإن النفقة تُسقط عنها ولا يحق لها طلب الفسخ لهذا السبب.

رابعًا: امتناع الزوج عن جماع زوجته

إذا امتنع الزوج عن جماع زوجته لمدة تزيد عن أربعة أشهر، دون وجود عذر شرعي كالسفر للعمل أو المرض، يحق للزوجة طلب فسخ النكاح، ويُستجاب لها إذا ثبت عدم وجود عذر مبرر.

خامسًا: غياب الزوج عن زوجته

 إذا غاب الزوج عن زوجته مدة لا تقل عن أربعة أشهر دون سبب مشروع، يحق لها المطالبة بالفسخ، سواء كان يترك لها نفقة أم لا. ويُشترط أن تُرسل الزوجة له إنذارًا رسميًا تُطالبه فيه بالعودة أو نقلها إليه أو الطلاق، وتنتظر منه ردًا خلال (180) يومًا من تاريخ الإنذار. فإذا لم يستجب، جاز لها التوجه للمحكمة لرفع دعوى فسخ عقد الزواج، شريطة أن تُرفق ما يُثبت تقديمها للإنذار.

وفي جميع هذه الحالات، فإن مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم يُعد الخيار الأمثل لتقديم الدعم القانوني المتخصص، ومرافقة الزوجة في كافة الإجراءات القانونية لضمان حفظ حقوقها وتحقيق العدالة.

خطوات رفع دعوى فسخ عقد الزواج عبر منصة ناجز الإلكترونية

في ظل التحول الرقمي الذي تشهده المنظومة العدلية بالمملكة، بات بإمكان الزوجة تقديم دعوى فسخ عقد الزواج إلكترونيًا بكل سهولة من خلال منصة ناجز التابعة لوزارة العدل، وذلك باتباع الخطوات التالية:

  1. الدخول إلى منصة ناجز وتسجيل الدخول باستخدام بيانات النفاذ الوطني.
  2. من القائمة الرئيسية، اختيار “الخدمات الإلكترونية”، ثم الضغط على “محاكم”.
  3. النقر على “صحيفة دعوى”، ثم اختيار “طلب جديد”.
  4. تحديد التصنيف الرئيسي للدعوى بـ “أحوال شخصية”، ثم اختيار التصنيف الفرعي “دعاوى فسخ النكاح والفرقة”.
  5. من نوع الدعوى، يتم تحديد “فسخ النكاح”.
  6. تعبئة البيانات المطلوبة الخاصة بموضوع الدعوى.
  7. الموافقة على التعهد والإقرار، ثم النقر على “التالي”.
  8. إدخال بيانات المدعي والمدعى عليه، ثم المتابعة بالضغط على “التالي”.
  9. اختيار المحكمة المختصة.
  10. تحديد صفة مقدم الطلب (أصيل أم وكيل).
  11. إدخال الأسانيد والمشفوعات القانونية (في حال توفرها).
  12. إرفاق المستندات المطلوبة.
  13. وأخيرًا، الضغط على “إرسال الطلب”.

بهذه الخطوات السلسة، تُقدَّم الدعوى رسميًا وتُحال للمحكمة المختصة للنظر فيها حسب الإجراءات النظامية.

الشروط النظامية لفسخ عقد النكاح دون عوض

لضمان قبول دعوى فسخ عقد النكاح دون عوض، لا بد من توفر مجموعة من الشروط الجوهرية التي يتعين على الزوجة الالتزام بها عند تقديم الطلب، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:

  • أن تستند الدعوى إلى سبب معتبر شرعًا ونظامًا من الأسباب التي سبق شرحها تفصيلًا، مثل الضرر أو امتناع الزوج عن النفقة أو الغياب الطويل.
  • أن تُعد الزوجة لائحة دعوى متكاملة تستوفي الضوابط النظامية والشرعية المطلوبة، وهو ما يُفضل إنجازه بمساعدة محامٍ متخصص لضمان صياغة قانونية سليمة. ويمكنكم التواصل مع مكتب المختار للمحاماة لنقدم لكم الدعم القانوني الكامل في هذا الجانب.
  • أن تُقدَّم الدعوى وفق الإجراءات الإلكترونية الرسمية عبر منصة ناجز التابعة لوزارة العدل، مع إرفاق المستندات اللازمة وتوثيق جميع البيانات بدقة.

باتباع هذه الشروط، تزداد فرص قبول الدعوى وتمكين الزوجة من الحصول على حكم بفسخ النكاح دون أن تتحمل عبء إعادة المهر.

الإجراءات القانونية لنظر دعوى فسخ النكاح أمام المحكمة

تمر دعوى فسخ عقد النكاح أمام المحكمة بعدة مراحل قانونية منظمة تهدف إلى تحقيق العدالة وحماية حقوق الطرفين، ويمكن تلخيصها في الخطوات التالية:

الإجراء الأول: جلسة الصلح بين الزوجين

عقب تقديم الطلب عبر منصة ناجز، يتم تحديد موعد لجلسة صلح إلكترونية عبر منصة تراضي، حيث يحضر الزوجان في محاولة للوصول إلى اتفاق ودي، سواء بالتصالح والعدول عن الفسخ، أو بالاتفاق على إنهاء العلاقة الزوجية وما يتبعها من ترتيبات تتعلق بالحضانة، النفقة، والزيارات.

الإجراء الثاني: نظر دعوى فسخ النكاح أمام القاضي الابتدائي

  • إذا لم تُسفر جلسة الصلح عن اتفاق، أو امتنع أحد الطرفين عن الحضور، يُحرر محضر رسمي يفيد بـ تعذر الصلح، ومن ثم تُحال القضية للمحكمة ليتم تحديد موعد لجلسة التقاضي.
  • في الجلسة، يطلب القاضي من الزوجة توضيح أسباب طلب الفسخ، ويدقق في الأدلة والدفوع المقدمة.
  • بعد ذلك، يُعرض الطلب على الزوج بصفته المدعى عليه، ويُطلب منه تقديم رده رسميًا، سواء بنفسه أو من خلال محامٍ يمثله.
  • إذا ثبتت أسباب الزوجة وكانت مبررة قانونيًا وشرعيًا، ولم يتمكن الزوج من تقديم دفوع تفنّد تلك الأسباب، يصدر القاضي حكمًا بفسخ النكاح دون إلزامها بسداد أي عوض.
  • أما في حال لم تكن الدعوى قائمة على أسباب قوية، أو لم تقدم الزوجة أدلة كافية، يقوم القاضي بإحالة القضية إلى قسم الخبراء لإجراء التحكيم بين الطرفين من خلال حكمين مختصين.
  • يتعين على الطرفين حضور جلسة التحكيم، ويُشدد على ضرورة حضور الزوج، لأنه إذا تخلف عن الحضور دون عذر مقبول، فسيعتبر ناكلًا، مما يؤدي إلى الحكم لصالح الزوجة بالفسخ دون مقابل.
  • بعد انتهاء التحكيم، يُرفع تقرير الحكمين إلى القاضي، ليعرضه على الطرفين قبل إصدار الحكم النهائي، والذي يُحدد موعد لاستلامه، مع منحهما مدة 30 يومًا لتقديم اعتراض عليه إذا استدعت الحاجة.

الإجراء الثالث: الاستئناف أو الاعتراض على حكم فسخ النكاح

إذا صدر حكم غير منصف لأحد الزوجين، سواء برفض الدعوى، أو بفسخ النكاح دون تعويض الزوج، فيحق للطرف المتضرر الاعتراض على الحكم من خلال محكمة الاستئناف.

حقوق النفقة بعد فسخ عقد الزواج في النظام السعودي فسخ عقد زواج

أكّد نظام الأحوال الشخصية السعودي على وجوب النفقة على الزوج لزوجته، حتى لو كانت الزوجة موسرة والزوج معسرًا، وجعل النفقة المستمرة للزوجة والأبناء حقًا ثابتًا يبدأ من تاريخ إقامة الدعوى، واعتبرها دينًا ممتازًا يُقدَّم على سائر الديون الأخرى.

وتثبت نفقة الزوجة بمجرد قيام عقد الزواج الصحيح، إذا مكنت الزوج من نفسها حقيقة أو حكمًا. كما فرّقت المادة 53 من النظام بين النفقة في حال الطلاق الرجعي والنفقة في حال الطلاق البائن؛ حيث أوجبت النفقة للمعتدة من طلاق رجعي طيلة فترة العدة، بينما اقتصرت النفقة للمعتدة من طلاق بائن على حالة واحدة فقط، وهي إذا كانت حاملاً، وتكون النفقة حينها للحمل وليس لها شخصيًا، وتنتهي بوضع الحمل.

وبالعودة إلى أحكام فسخ عقد الزواج، نجد أن المادة 103 من نظام الأحوال الشخصية قد نصّت صراحة على أن الفسخ بحكم قضائي يُعد فرقة بائنة بينونة صغرى، ولا يُحسب من عدد الطلقات الثلاث. وبناءً عليه، فإن الزوجة لا تستحق نفقة العدة بعد الفسخ إلا إذا كانت حاملاً، وفي هذه الحالة تكون النفقة للحمل فحسب، وتنتهي بولادته.

إلا أن الزوجة التي فُسِخ عقد زواجها تحتفظ بحقها في حضانة الأبناء ونفقتهم، إذ يلتزم الزوج شرعًا ونظامًا بسداد نفقة أولاده المحضونين لدى الأم حتى بلوغهم سن انتهاء الحضانة أو سقوطها عنها قانونًا.

كما ينبغي التأكيد على أن للزوجة الحق في المطالبة بالنفقة الزوجية عن الفترات السابقة للفسخ، طالما لم يُسددها الزوج أو تتنازل عنها، إذ لا يسقط هذا الحق إلا بالأداء أو الإبراء، بحسب ما نصّت عليه المادة 52 من النظام.

كيف يُقدَّر مقدار نفقة الزوجة بعد الطلاق في النظام السعودي؟

نصّت المادة 46 من نظام الأحوال الشخصية السعودي على أن تقدير النفقة يتم بمراعاة حال المنفَق عليه وسعة المنفِق، مما يجعل مقدار نفقة الزوجة بعد الطلاق خاضعًا لمعيار مزدوج يُوازن بين حالتي الطرفين: الزوج المُلزَم بالإنفاق، والزوجة المستحقة له.

وعند نظر المحكمة في تقدير هذه النفقة، يُراعي القاضي عدة عوامل جوهرية، من أبرزها:

  • الوضع المالي للزوج: حيث يتم فحص القدرة الفعلية للزوج على الإنفاق، من خلال الاطلاع على دخله، ممتلكاته، ووضعه الاقتصادي العام.
  • الوضع المالي للزوجة: فإذا كانت الزوجة ذات دخل أو مال كافٍ، قد يُراعى ذلك في تقدير النفقة، أما إن كانت معدمة أو بلا دخل، فيُفرض لها ما يكفل حاجتها.
  • الوضع الاجتماعي للزوجة: إذ يُؤخذ في الاعتبار المستوى المعيشي الذي اعتادت عليه، والعُرف السائد في بيئتها فيما يتعلق بمستوى الإنفاق المناسب.
  • الحالة الصحية للزوجة: فإذا كانت تعاني من ظروف صحية أو تحتاج إلى علاج دائم، فهذا يُضاف إلى عناصر تقدير النفقة.

ومهما كانت الظروف، فإن القاضي مُلزم بتقدير نفقة عادلة للزوجة تضمن لها أساسيات المعيشة الكريمة، من مأكل وملبس وسكن ورعاية صحية، بحيث لا تنقص عن الحد الذي يحفظ كرامتها ويوفّر لها الحد الأدنى من احتياجات الحياة بعد الطلاق.

حقوق الزوج بعد فسخ عقد النكاح في النظام السعودي

على الرغم من أن نظام الأحوال الشخصية السعودي يُولي اهتمامًا بالغًا بحماية حقوق الزوجة، إلا أنه في المقابل لا يُهمل حقوق الزوج بعد فسخ عقد النكاح، بل ينص عليها بوضوح بما يحقق التوازن والعدالة بين الطرفين.

ومن أبرز الحقوق التي يضمنها النظام للزوج بعد الفسخ:

  • استرداد المهر أو جزء منه: في حال لم تكن دعوى الزوجة قائمة على أسباب معتبرة شرعًا، أو إذا فُسخ العقد بعوض، يحق للزوج المطالبة بإعادة المهر أو جزء منه وفقًا لتقدير المحكمة، وقد يشمل ذلك كامل المهر أو نسبة منه (نصف، ربع… إلخ) حسب ملابسات القضية.
  • إسقاط النفقة الزوجية بعد الفسخ:بما أن الفسخ يُعد فرقة بائنة، فإن الزوج يُعفى من النفقة على الزوجة بعد صدور الحكم، إلا في حال كانت الزوجة حاملاً، حيث تظل النفقة قائمة للحمل فقط، وليس للزوجة.
  • الاعتراض على الحكم الصادر: يحق للزوج، في حال صدر حكم بفسخ النكاح دون رضاه أو دون تعويض عادل له، تقديم اعتراض أمام محكمة الاستئناف، خاصة إذا تضمن الحكم خللًا نظاميًا أو انطوى على ظلم بيّن.
  • الحق في الحضانة إذا سقطت عن الأم: إذا ثبت عدم صلاحية الأم للحضانة بعد الفسخ، أو سقطت عنها الحضانة لسبب شرعي (كالزواج من أجنبي أو الإهمال)، فإن الزوج يُمنح الأولوية في حضانة الأبناء وفقًا لما تقرره المحكمة.
  • حماية سمعته من دعاوى كيدية: في حال ثبت أن الزوجة أقامت دعوى فسخ بنيّة الإضرار أو دون وجود أسباب معتبرة، يحتفظ الزوج بحقه في اتخاذ الإجراءات القانونية لحماية سمعته والمطالبة بتعويض عما لحق به من ضرر أدبي أو مادي.

متى يحق للزوج التقدُّم بدعوى فسخ النكاح في السعودية؟

يحق للزوج، وفقًا لنظام الأحوال الشخصية السعودي، التقدم بدعوى فسخ عقد النكاح إذا توفرت أسباب شرعية أو نظامية تُعطل استمرار العلاقة الزوجية أو تُلحق به ضررًا لا يُحتمل، وتُخرجه من مقاصد الزواج القائمة على المودة والرحمة. وعلى الرغم من أن الطلاق هو الأصل في يد الزوج، إلا أن الفسخ يُعتبر خيارًا قانونيًا في حالات معينة، ويترتب عليه آثار مختلفة عن الطلاق.

وأبرز الحالات التي يحق فيها للزوج التقدُّم بطلب فسخ النكاح:

  • وجود عيب أو علة خُلقية أو جسدية في الزوجة، تمنع تحقيق مقاصد الزواج، ولم يكن على علم بها وقت العقد، ولم يصدر منه ما يدل على الرضا بها بعد العلم.
  • ثبوت امتناع الزوجة عن تمكينه من حقوقه الشرعية دون سبب مشروع، مع تعذر الإصلاح أو المعالجة.
  • ثبوت ارتكاب الزوجة لفعل مخل بالشرف أو السلوك، يترتب عليه ضرر بالغ بالزوج أو بأسرته.
  • إذا كانت الزوجة ناشزًا بشكل متكرر، وتم إثبات ذلك أمام المحكمة، مع فشل محاولات الإصلاح أو الهجر المشروع.
  • إذا أُكره الزوج على الزواج دون رضاه التام، وثبت ذلك بالبينة الشرعية.

وفي جميع الحالات، يتعين على الزوج تقديم بينات واضحة تدعم طلبه، وتخضع الدعوى لتقدير القاضي المختص. ويُشترط أن لا يكون قد صدر عن الزوج ما يدل على رضاه بالحالة بعد العلم بها، سواء بالفعل أو بالتصريح.

وفي النهاية، يبقى فسخ عقد الزواج خيارًا تنظمه الشريعة الإسلامية ويكفله النظام لحماية أحد الطرفين من الضرر أو الظلم أو تعذّر استمرار الحياة الزوجية. لكن اتخاذ هذا القرار يتطلب وعيًا قانونيًا ومرافقة من جهة خبيرة تُحسن التعامل مع حيثيات القضايا الأسرية بعناية واحتراف. لذا، إن كنت تبحث عن من يدافع عن حقوقك ويقودك خلال هذه المرحلة بحكمة واقتدار، فإن مكتب المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم هو الخيار الأمثل لتبدأ به طريقك نحو حل عادل وواضح.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *