
عقوبة التخبيب شرعا ً– المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية
التخبيب هو قيام شخص ما بإفساد رابطة بين شخصين مستخدما ًأساليب الخداع والغش والتزوير، وذلك لنزع تلك الرابطة وانهاء العلاقة القائمة بينهما. على سبيل المثال افساد العلاقة الزوجية بين الزوجين، أو علاقة العمل ما بين العامل وصاحب العمل .
وقد اعتبر المشرّع السعودي التخبيب جريمة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات، فهو يعتبر من القضايا الجنائية. وقد استمد المشرّع السعودي الوصف الجرمي من أحكام الشريعة الاسلامية والتي تعد المصدر الأول للتشريع في السعودية .
وحتى يثبت الفعل على أنه جريمة تخبيب يجب أن يتوافر فيه الركنين التاليين :
– الركن المادي: وهو قيام الفاعل بإتيان الأفعال المستوجبة لحصوله، وهي أفعال الغش والخداع والتغرير. كأن يقوم شخص بالتواصل مع الزوجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحريضها على رفع دعوى طلاق من طرف الزوجة. وذلك من خلال اغراءها بالزواج منه ومنحها كل ما تريد من أموال أو بالكثير من المال، ففي حال انتفى قيام الفاعل بمثل هذه الأعمال فلا جريمة ولا عقاب .
– الركن المعنوي: وهو قيام الفاعل بالأفعال السابقة وهو بكامل ارادته ووعيه لما يفعل، دون اكراه أو اجبار من أي شخص. أي أن يقوم بتلك الأفعال وهو حر الارادة لم يمارس عليه أي من أنواع الاكراه المادي أو المعنوي حتى يقوم بذلك. وأن يكون على علم بأن ما يمارسه من فعل على الزوج في زوجته، فإذا لم يكن لديه أي علم بالزواج فلا جريمة ولا عقوبة .
أنواع التخبيب :-
هناك ثلاثة أنواع رئيسية للتخبيب كالتالي :
1- التخبيب بالكلام: وهذا النوع يكون بشكل مباشر علني، كأن تقوم عائلة الزوجة بتشويه صورة الزوج أمام الزوجة عن طريق اظهار عيوبه ونقاط ضعفه ومشاكله. للحد الذي يجعل الزوجة تصل إلى كراهية زوجها وتُفسَد العلاقة بينهما، والعكس صحيح أيضا ً.
2- التخبيب بالفعل: ويمكن أن يكون بعدة أساليب أو ممارسات يلجأ إليه طرف ثالث حتى يخرب العلاقة القائمة بين الزوجين. كأن تقوم امرأة بجمع معلومات عن الزوجة ومراقبتها والتجسس عليها، ومن ثم اخبار زوجها بهذه المعلومات أو الأفعال بهدف تخريب وهدم العلاقة بين الزوجين .
3- التخبيب بالإيحاء: وذلك من خلال نشر منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بقصد التخبيب أو صورة أو رسال معينة أو فيديو. أو حتى يمكن أن يكون بالنظرات والايحاءات الغير ظاهرة بشكل علني، ولكن تحمل في طياتها نوايا سيئة. والقصد منها تشكيك الزوج أو الزوجة بالطرف الثاني وتخريب العلاقة بينهما .
ويمكنكم التواصل مع أفضل محامي في الرياض لمعرفة المزيد حول التخبيب وأنواعه، ومعرفة عقوبة التخبيب شرعا ً.
عقوبة التخبيب شرعا ً:-
ورد في حكم التخبيب شرعا ًأن على الشخص الذي قام بتخبيب امرأة على زوجها أن يردها إلى زوجها ثم يتوب عن فعلته، وذهب بعض علماء الشريعة أيضا ًعلى أنه يستحق الحبس .
– عقوبة زواج الرجل من المرأة التي خببها على زوجها: وهو أن يتزوج الرجل من المرأة التي تسبب في طلاقها من زوجها بعد أن خببها عليه في حين كانت زوجته. وقد ذهب بعض جمهور العلماء أن نكاح صحيح لا شائبة فيه، ويكون هنا على الرجل اثم التخبيب. ولكن اختلف مذهب المالكية مع الجمهور، فرأوا أنه زواج باطل لأنه من الأساس قام على أسس وقواعد باطلة .
– اثم الزوجة التي خضعت للتخبيب: وقد وردت عقوبة المرأة المخبب لها في كتاب الله عز ّوجل على أنها آثمة اذا استجابت للتخبيب. وذلك لعدة أسباب أهمها خيانتها لزوجها، وسماحها لشخص آخر بالتحدث معها عليه بسوء، وأيضا ًسماحها لشخص أجنبي عنها بالتحدث معها وزرع أفكار في رأسها ضد زوجها .
– عقوبة صور التخبيب الأخرى: فقد لا يكون التخبيب للزوجة من قبل رجل آخر فقط، بل يمكن أن يكون من امرأة أخرى فتقوم بقلبها على زوجها لسبب ما. أو تخبيب الأهل ابنتهم على زوجها وتحريضها عليه وافسادهم لزواجهم، وأيضا ًتخبيب الصديقة صديقتها على زوجها وتخبيبها على أهلها وغيرهم من الحالات. وجميع الحالات السابقة وغيرها تلحق بالمخبب اثم عظيم ويجب عليه التوبة سريعا ً.
رفع دعوى تخبيب في السعودية :-
لكي يتك رفع دعوى تخبيب في السعودية بالشكل الصحيح، يجب على المدعي أن يقدّم للمحكمة ما يثبت أن هناك طرفا ًآخر قام بالتخبيب. وذلك من خلال تقديمه الأدلة والاثباتات سواء كانت رسائل أو تسجيلات صوتيه وغيرها من الأدلة. ومن ثم تنظر المحكمة المختصة في الأدلة وتتأكد هل تقود إلى التخبيب أم لم تتوفر فيها أركان التخبيب، أو شروط رفع دعوى التخبيب في السعودية .
حيث أعلنت وزارة العدل السعودية عن وجود الكثير من قضايا التخبيب في المحاكم خاصة ًفي الفترة الأخيرة. وأرجحت السبب في ذلك إلى تدخل الكثير من الأطراف في العلاقات الزوجية بغرض تدميرها وافسادها وايصالها إلى الطلاق .
المحامي سعد بن عبدالله الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية يقدم لكم كافة الخدمات القانونية اللازمة لمعرفة عقوبة التخبيب شرعا ًفي السعودية .
لا تعليق