
ظاهرة الطلاق في السعودية | تشكّل ظاهرة الطلاق في أي مجتمع خطر يهدد استقراره وتقدمه، فالمجتمع السعودي ليس بمنأى عن هذه الظواهر السلبية. فقد ذكرت بعض الدراسات أن ظاهرة الطلاق برزت بنسب مخيفة في مجتمعنا، فالطلاق ينعكس سلبا ًعلى أفراد المجتمع ومؤسساته. مما يؤدي إلى التفكك وعدم الاستقرار، ومن ثم انتشار الانحرافات السلوكية بين أفراده، وزيادة معدل نمو الجريمة .
ويعد الطلاق من الأمور المنبوذة لدى المجتمعات على اختلاف دياناتها وثقافاتها، لأنه من أخطر الأمراض الاجتماعية. والتي تحمل في طياتها الكثير من الأضرار التي تخيّب آمال المجتمعات وتقدمها .
والله سبحانه وتعالى حلّل الطلاق ولكنه بغضه، اذ إن أبغض الحلال عند الله الطلاق، فالله جلّ وعلا يبغض ويمقت كل ما يسيء للعلاقة الانسانية. والطلاقة هو نهاية علاقة بين رجل وامرأة جمع الله بينهما في لحظة ما وتفكك لأسرة كاملة .
ويمكن تعريف الطلاق على أنه التفريق ما بين الزوجين بالاتفاق عليه بينمها. أو قرار من أحد طرفين بالتخلي عن شريك حياته، وذلك بسبب كثرة المشاكل واستحالة العشرة .
ظاهرة الطلاق في السعودية :-
في السنوات الأخيرة تزايدت نسبة الطلاق والخلع في المحاكم الشرعية في المملكة العربية السعودية، اذ يتم توثيق عشرات حالات الطلاق يوميا ًمقابل حالة زواج واحدة. حيث ارتفعت نسبة الطلاق إلى 20% عن السنوات الماضية، مما يشكل خطرا ًكبيرا ًعلى المجتمع السعودي. وذلك بسبب الخلل في النظام الأسري الذي ينتهي بتشتت الأسرة، والذي باتت المرأة الضحية الأولى فيها .
وفي حال وجود أطفال، يضحى الأطفال بعد هذا الطلاق مشتتين ما بين الأم والأب، وفي كثير من الأحيان يقعون ضحية الاهمال. خاصة ًبعد زواج الأب بامرأة أخرى، أو زواج الأم برجل آخر، فهنا يتجرع الأطفال مرارة الحرمان العاطفي والفقد. والذي غالبا ًما يؤدي إلى الانحراف النفسي والسلوكي، مما يجعله يشكل خطرا كبير على المجتمع بأكمله .
للمزيد من المعلومات والاستفسارات عن كل ما يتعلق بظاهرة الطلاق في السعودية يمكنكم التواصل مع أفضل محامي في الدمام. خبير ومتخصص في كافة قضايا الأحوال الشخصية، كما أنه يساعدك ويقدم لك الدعم القانوني المناسب لقضيتك .
أسباب الطلاق في السعودية :-
تعود أسباب الطلاق بشكل أساسي إلى كثرة الخلافات والنزاعات بين الزوجين، والتي تصل إلى استحالة العشرة بينهما. فينتهي الأمر بالطلاق لأسباب كثيرة تعكر صفو الحياة الزوجية وتجعلها أكثر عرضة للانهيار في أي وقت. ومن أهم هذه الأسباب ما يلي :
– غياب ثقافة الزواج عند الأزواج الجدد: فقد تكثر الخلافات ما بين الأزواج حديثي الزواج بسبب قلة الخبرة والدراية في التعامل مع الطرف الآخر. بالإضافة إلى اختلاف التفكير ووجهات النظر بين الزوجين، خاصة ًصغار السن والمتزوجين في وقت مبكر، والذين تغيب عنهم ثقافة الحياة الزوجية بشكل كامل .
– اختلاف المستوى التعليمي والثقافي بين الزوجين: في كثير من الأحيان يخطئ البعض في اختيار شريك حياته، فيختار شخص مختلف عنه في المستوى التعليمي والثقافي. فلا يكون هناك أي توافق فكري بين الطرفين، الأمر الذي يؤدي إلى انعدام التفاهم بين الزوجين، مما يؤدي إلى انتهاء العلاقة بالطلاق .
– اختلاف الطباع بين الزوجين: تختلف الطباع من شخص لآخر حسب البيئة التي نشأ وتربى فيها، فنجد المربين الذين يحسنون التعامل مع أزواجهم. وفي المقابل نجد من انطبع على قلة الأدب والاحترام، والجهل في أسلوب التعامل خاصة ًمع أهل بيته. لذلك يعتبر اختلاف الطباع سبب رئيسي في الطلاق .
– ضرب الزوجة واهانتها: اذ يعتبر الضرب من أهم الأسباب التي تدفع المرأة لطلب الطلاق، بسبب تعرضها للضرب والإهانة من رجل. قد جُبِل وتربى على القسوة والفظاظة في طبعه، ويعتبر الضرب أساس التعامل في العلاقة الزوجية، حتى يستعرض رجولته أمام المجتمع الشرقي. حيث تحكمه العادات والتقاليد السيئة، والتي تعتبر الضرب وسيلة لتقويم المرأة .
– الغيرة بين الزوجين: فالغيرة القاتلة بين الزوجين دائما ًما تسبب انعدام الثقة بين الزوجين مما يثير حالة من القلق والتوتر في العلاقة بينهما. لعدم وجود ثقة بين الطرفين، أو من طرف واحد تجاه الآخر .
– الخلافات العائلية بين عائلتي الزوج والزوجة: اذ تؤثر هذه المشاكل والخلافات بشكل سلبي على حياة الزوجين. بل من الممكن أن يقوم أهل الزوج أو الزوجة بالضغط باتجاه الطلاق، وأحيانا ًتؤدي هذه الخلافات إلى المشاحنات بين الأزواج بالضرب والسب والإهانة والتجريح. مما يؤدي إلى انتهاء العلاقة بالطلاق .
– بخل الزوج وعدم التزامه بواجباته تجاه زوجته: اذ يعتبر الرجل البخيل في ماله ومشاعره على زوجته وأبنائه من أخطر أنواع الرجال. فعادة ًما يكون الرجل البخيل مقصر في واجباته تجاه بيته، فلا يوفر أبسط مقومات الحياة في بيته. بل بالعكس يعمل على اثارة المشاكل اذا طلبت منه زوجته شيء، بسبب حرصه الزائد وبخله، مما يجعل المرأة تمل من الحياة مع شخص بخيل مثله. الأمر الذي يدفعها للتخلص من الحياة معه بأي وسيلة كانت .
– وسائل التواصل الاجتماعي: أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي سبب في انهاء العلاقات الزوجية بالطلاق، بسبب خيانة بعض الأزواج. وإقامتهم لعلاقات محرمة عبر غرف المحادثات، مما يجعل الطرف الآخر يشعر بالإهانة ويفضّل الانسحاب من حياة شريكه .
يمكنكم الاستعانة بأفضل مكتب محاماة في الدمام لطلب الاستشارة القانونية اللازمة من محامي قضايا أسرية متخصص في قضايا الطلاق في السعودية .
نسبة الطلاق في السعودية :-
نسبة الطلاق في السعودية كانت كبيرة للغاية على الرغم من أن هذه النسبة تخالف تعاليم ديننا الحنيف والتي تدعو كل مسلم إلى الزواج حتى يعف نفسه وزوجته. وأن ينجب الأولاد ويسعى إلى الرزق ويعيش حياة هادئة بعيدا ًعن تلك المشاكل والصراعات .
ولكن لم يستمع أحد إلى تلك التعليمات، وأصبح الغالبية منهم يستسهلون أمر الطلاق دون التنازل عن أي من حقوقهم أو أي جانب من جوانبهم لاستمرار الحياة. وذلك يعني بعدهم عن الدين وضعف ايمانهم، الأمر الذي يقودهم إلى الهلاك. وليس هلاك الحياة الأسرية فقط بل الهلاك في الحياة عموما ً .
وقد أشارت وزارة العدل السعودية أن عدد صكوك الطلاق في شهر صفر 1444 هـ بلغ 5192 صكا ًومنها 48% موجود في منطقتي الرياض ومكة المكرمة. اذ أن عدد صكوك الزواج التي تصدر يوميا ًفي مناطق المملكة تكون ما بين 195 – 315 صك. فهناك 8.46% من المطلقين، و5.46% من المطلقات تتراوح أعمارهم بين 25 – 39 سنة، والنسبة تقل بارتفاع العمر . مكتب المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية يضم أكفأ محامي متخصص في قضايا الأحوال الشخصية في السعودية. خبير ومتمرس ويقدم لكم الفائدة والمنفعة القانونية .
لا تعليق